لاشيء هذا الأسبوع أهم من لقاء الأهلي والاتحاد في الجولة الخامسة من دوري زين للمحترفين، أما آسيوياً فإن لقاءي الهلال والشباب في دوري أبطال آسيا يحملان درجة عالية من الأهمية.

يأتي لقاء الاتحاد والأهلي بعد أربع جولات ناجحة للعميد بقيادة مدربه الخبير، البرتغالي مانويل جوزيه استطاع معها تحقيق العلامة الكاملة، في حين خاض الأهلي نفس العدد من الجولات، لكنه لم يفز إلا في واحدة.

وكثيراً ما يتحدث الإعلام والوسط الرياضي، عن أن مثل هذه اللقاءات "الديربي" لا تخضع لمعايير كرة القدم المعروفة، وأجد نفسي مخالفاً لهؤلاء وخصوصاً الذين يرون أن هذه القاعدة تنطبق على لقاء ديربي جدة غداً.

ذلك أنني أرى، والواقع والأرقام تقول ذلك، إن الاتحاد يتفوق على الأهلي فنياً، وجماعياً، ونفسياً، وترتيباً، فكيف يمكن أن نعتبر لقاءً يشهد كل هذه الفوارق، هو لقاء بعيدا عن التوقعات، وأن الكفة فيه متساوية بين الفريقين، وهذه من وجهة نظري الشخصية رؤية ناقصة.

والواقع يقول إن مدرب الاتحاد يعرف فريقه جيداً، ويعرف منافسه، أما مدرب الأهلي فإن الواقع في المقابل يقول، إن هذا المدرب لم يتعرف على فريقه حتى الآن، حيث لم يشرف عليه فعلياً إلاّ في حصة تدريبية واحدة، فهل سيعرف من لا يعرف فريقه، منافسه؟.

أما اللاعبون، ففي الاتحاد يلعبون من أجل تاريخ ناديهم وشعاره، ولذلك يحصدون الفوز ذهاباً وإياباً، حتى باتت كل الفرق تخشى بأس النمور، والحال في الأهلي عكس ذلك تماماً، فلا فرق عند "بعض" لاعبيه من مباراة مع آخر الدوري، أو مباراة نهائية، فالنتيجة محسومة سلفاً.

ومع ذلك أقول بأنه ربما يفعل الأهلي شيئاً غداً، وقد يكسب، وفي هذه الحالة تصنف هذه النتيجة في إطار ظروف المباراة وتقلباتها، فليس مهماً عند عقلاء الأهلي، والمتعقلين من أنصاره أن يكسب الأهلي الاتحاد، ويعود ليخسر من نجران والفتح.

لكن المهم إن أراد لاعبو الأهلي أن ينسى محبوهم فاجعة الجولات الثلاث الأخيرة، أن يجعلوا من مباراة الغد مع الاتحاد الانطلاقة الحقيقية لفريق طال غيابه، وتعاقب عليه المدربون، وتغيرت إداراته، وبقي الحال على ما هو عليه.

وعلى غير العادة، اتسمت أجواء ما قبل اللقاء بهدوء في معسكري الفريقين، وهذا يعني أن حساسية لقاءات العملاقين انخفضت إلى درجة كبيرة، بسبب تراجع الأهلي، وتواضع مستويات لاعبيه مقارنة بلاعبي الاتحاد، وهذه حقيقة أخرى.

والحقيقة التي لا تقبل الجدل، أن مباراة الغد، لا تزيد أهميتها عن الفوز بـ"ثلاث نقاط"، يمكن تعويضها في حالة الخسارة في مباراة أخرى، وهذا ما ينطبق على الاتحاد، لكنها بالتأكيد لا تخدم الأهلي، الذي لا تريد جماهيره أن يتحول الفوز على الاتحاد إلى "بطولة جدة".

إن الفرق الكبيرة هي تلك التي تمرض لكنها لا تموت، وإن كنت أعتقد أن الأهلي دخل في غيبوبة لم يفق منها حتى الآن، على رغم الاستعانة بكل أطباء العالم، حتى تحول التقدم بثلاثة أهداف إلى خسارة بالأربعة.

ليس مطلوباً من الأهلي أن يفوز على الاتحاد ـ على الأقل غداً ـ، بقدر ما أعتقد أن على لاعبي الأهلي أن يحسنوا صورتهم أمام المتابعين والمراقبين، ليؤكدوا على أنه لا فرق بينهم وبين غيرهم من لاعبي الاتحاد والهلال، وأن عليهم أن يردوا الجميل لرجل الأهلي الكبير، الأمير خالد بن عبدالله.

منتخب المهمات الخاصة

أزف التهنئة للوطن، بفوز منتخب المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وهو إنجاز يجعلني أقول، إننا بحاجة إلى أمثال هؤلاء النجوم ـ الأبطال ـ الذين لم يصلهم بريق الشهرة والأرصدة البنكية، والعقود الاحترافية الخيالية.

ومع ذلك عاد هؤلاء ـ الأصحاء ـ من جنوب إفريقيا التي غاب عنها منتخب المشاهير، ونجوم الشباك، ليبرهن أبناء المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد، أن هذا المنتخب المتوج بكأس العالم هو منتحب المهمات الخاصة، وليس الاحتياجات الخاصة.