عانى كثير من الفنانين في مصر والعالم العربي، على مدار السنوات الماضية، من ظاهرة "احتكار" كبريات شركات الإنتاج للفنانين في مجال الغناء أو التمثيل، الأمر الذي نتج عنه صدامات، وخلافات كبيرة على الساحة الفنية، وصل بعضها لساحات المحاكم.

وهناك نماذج عدة من نجوم الفن والطرب تعرضوا لتلك المشكلات، أبرزهم الفنانة نسرين أمام التي تسبب توقيعها على عقد احتكار مع شركة "نيو سينرجي" لمدة سبع سنوات، في أزمة حقيقية، فقد قدمت خلالها عملا وحيدا هو مسلسل "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، ثم ابتعدت تماماً عن الساحة، وفي هذه الفترة تلقت عروضا عدة، ولكن لم يكن يحق قبولها بسبب عقد الاحتكار.

ومن الفنانين الذين تكبدوا خسائر مالية فادحة لسداد الشرط الجزائي لإنهاء عقود احتكارهم الفنان هيثم شاكر، حيث سدد مليوني جنيه لفسخ عقده مع المنتج نصر محروس.

ولم تتوقف المعاناة مع الاحتكار على الفنانين الصاعدين الذين يتشوقون لتوقيع عقود مع شركات إنتاج كبري، تحقق لهم الشهرة والنجومية، ولكنها طالت أيضا عددا من الكبار، ولعل أبرزهم عمرو دياب، ولطيفة، وأنغام، وشيرين عبدالوهاب.

الناقد الفني طارق الشناوي، قال إن "شركات الإنتاج الفنية تلجأ لشروط مشددة في عقودها مع المطربين رغبة في تحقيق أقصى ربح، ولكن النتيجة تأتى غير ما تشتهي، بسبب "القرصنة الغنائية"، وتحميل الأعمال الموسيقية عبر الإنترنت".

وأضاف أن "توقيع النجوم عقود احتكار ضيع عليهم فرصا مهمة للانطلاق وتحقيق النجومية. لذلك تنبه بعضهم هذه الأيام، وحرص على إنتاج أعماله بنفسه ليكون حرا في مسيرته الفنية". من جهتها، أكدت الناقدة الفنية نهى جاد، أن "عقود الاحتكار أو "الإذعان" كما أسميها غالبا ما تأخذ صيغة واحدة، وهى أن يلتزم الطرف الأول "الفنان" بالعمل تحت إدارة الطرف الثاني "شركة الانتاج"، وينفذ المطلوب منه وفقاً لشروط هذا العقد، ولا يقوم بالعمل، أو إقامة أي حفلات دون موافقة الثاني، على أن تلتزم الشركة بموجب هذا العقد بدفع مرتب للطرف الأول، شهرياً أو أسبوعياً، أو سنوياً، سواء كانت هناك أعمال موكله له خلال هذه الفترة أم لا". وأضافت أن "العقد يجدد تلقائياً لمدة مماثلة ما لم يخطر أحد الطرفين بغير ذلك قبل نهايته بشهر، وإذا رغب أحدهما في فسخ العقد خلال فترة سريانه يتوجب عليه دفع مبلغ كبير كشرط جزائي، والحصول على مخالصة كتابية من الطرف الآخر".

وأكدت جاد أن عقود الاحتكار بهذه الصيغة تقيد الفنان، وتحوله إلى موظف، وقد يفرح البعض بالمبلغ المقدم، ولكنه في النهاية يعض أصابعه ندما، عندما تعرض عليه فرص أفضل، وأعمال مهمة فلا يستطيع قبولها".