ما زلنا نجهل السر الغريب في (تباين) بعض قرارات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مهما تغير القياديون كل في موقعه، وخصوصا حينما تكون المقارنة بما يحدث في إيران دون حسيب ولا رقيب، وهذا ما ذهبت إليه ردود الفعل السعودية مباشرة بعد تلقي قرار منع جماهير الاتحاد من الدخول في مباراة العين على ملعب (الجوهرة) بحجة الألعاب النارية والمفرقعات الصوتية ورمي العلب الفارغة التي تكررت في أكثر من مباراة، طبقا لما ورد لإدارة نادي الاتحاد أول من أمس السبت.

من حقنا أن نتساءل عن هذه المفارقات العجيبة في الكثير من القضايا، لكن وفي الوقت ذاته لا يمكن أن نقر بارتكاب مخالفات من أي ناد أو مشجعين، بل لا بد أن نتحلى بمبادئ الرياضة وسمات المثالية.

وهنا أحيي إدارة نادي الاتحاد التي أوضحت التفاصيل في بيانها الذي يعد (إدانة) للجماهير إن كانت بالفعل (كررت) وقوعها في المحظور طبقا لخطاب الاتحاد الآسيوي.

والأكيد أن مثل هذه المخالفات توثق من قبل (المراقبين) الذين دائما يتشددون في تعاملهم مع الأندية السعودية والشواهد كثيرة حتى على صعيد التنظيم الإعلامي.

ونحن دائما ننشد العمل الجيد والتنظيم المثالي، لكن حينما تحدث تجاوزات في دولة أو دول أخرى يشاهدها جميع المتابعين دون أي رد فعل رادع من الاتحاد الآسيوي فمن حقنا أن نتساءل ونتعجب ونطالب بالعدل!

وأعيد وأكرر أننا لا نشجع على أي تجاوز ولا نقبله من جماهيرنا ولا لاعبينا ولا ممثلينا في أي مكان ومناسبة، بل لا بد أن نقدم أنفسنا بما يكفله النظام ولا نتجاوز ولا نعطي مجالا لأي طرف أن (يكبلنا) ويدخلنا في دوامة الصراع النفسي، وهذا ما حدث الآن لجماهير الاتحاد التي سبق ومنعت من الدخول، وجاء القرار الجديد (متأخرا) رغم أن دور الـ16 مضى عليه أكثر من شهرين، وهذا يجعلنا نستحضر السلبيات السابقة مع الاتحاد الآسيوي ويترتب على ذلك دواعي (النرفزة) و(الشك) وتتوسع دائرة التأثيرات السلبية إلى اللاعبين والمدرب فيختل العمل داخل الملعب.

والأكيد أن المسؤولية مضاعفة على الجميع كون القرار في مباراة (الإياب) التي ستكون حاسمة لتحديد المتأهل بعد مباراة الذهاب في العين.

ومن المؤسف جدا أن يلعب الاتحاد دون جماهيره على ملعب (الجوهرة المشعة) وهذا يؤثر في جمال الملعب بما يصل إلى درجة الإحباط والتثبيط لدى اللاعبين.

نعم سيستأنف الاتحاد، ولكن تبدو الأمور صعبة جدا، مع أمنياتنا أن تنجح إدارة الاتحاد بقيادة إبراهيم البلوي في كسب القضية.

في المقام ذاته، لا بد أن يولي الاتحاديون ولا سيما المدرب الوطني الخبير خالد القروني واللاعبين والإداريين الجانب النفسي أهمية قصوى في عدم التأثر بهذا القرار، ومن الضروري جدا أن يكون التفكير منصبا على تجاوز مباراة الذهاب دون خسارة، ومن ثم اللعب بشعار التحدي في مباراة الرد بما يعزز في اللاعبين تحقيق التأهل.

والواضح جليا أن نادي العين اشتغل بقوة على تقوية خطوطه بلاعبين أجانب واستعداد قوي مع أهمية الاستقرار التدريبي بوجود زلاتكو الذي زاد في قوة الزعيم الإماراتي.

وفي المقابل، يحسب لإدارة البلوي الحرص على الاستقرار الفني باستمرار المدرب الناجح خالد القروني وتلبية طلباته بلاعبين أجانب جدد، حيث لمسنا في أول مباراة أمام الفيصلي بوادر إيجابية في اللاعبين الأجانب، وكذلك عودة الصخرة الدفاعية أسامة المولد الذي له ثقله الفني والمعنوي.

والأمل كبير إن شاء الله أن يسير العميد بهدوء وقوة فنية إلى الدور التالي ومعه الهلال في الجانب الآخر.