لم تكن نبرة الغضب في أصوات الجماهير الأهلاوية بالأمر المستغرب لدى المتابعين الرياضيين، خاصة وأن مصدرها موسم "خالي الدسم" لفريقها الكروي الأول، كانت تتوقع خلاله وفي ظل حضورهم المتواصل ودعمهم المعنوي للاعبين، أن ينال نصيبه من كعكة الألقاب المحلية. بيد أن حدة غضب "المجانين" كما يطلق عليهم، ازدادت بعد أن خيب فريقهم آمالهم وفشل في إسعادهم بخسارة مذلة أمام الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وتفريطه في لقب كان الأهلاويون يعقدون عليه آمالا عريضة من أجل تحقيقه؛ حتى يكون حافزاً لموسم مقبل مختلف.

وخالف الأهلي كل التوقعات التي أطلقها المتابعون بداية الموسم، بوضعه بين المرشحين للظفر بألقاب الموسم، مكتفياً ببطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا كثالث دوري جميل، وهي محصلة لم تقنع جماهيره؛ ما تسبب في ردة فعل عكسية من قبلهم ضد إدارة النادي وحملتهم مسؤولية فشل الفريق وعدم قدرتها على تحقيق طموحاتهم.


ثقة مفقودة

في وقت سبقت سمعته العالمية وصوله لتولي مهمة قيادة الفريق، فقد المدرب البرتغالي المستقيل "فيتور بيريرا" ثقة معظم الجماهير الأهلاوية خلال أولى منافسات الموسم، وهي دوري عبداللطيف جميل، بقرارات فنية أضعفت من حضور الفريق بسبب توقيتها، وفسرها البعض بأنها حملت رائحة "تصفية حسابات" أكثر من كونها فنية، عندما استغنى بعد جولات قليلة من المسابقة عن الثلاثي الأجنبي المحترف "فيكتور سيموس" و"برونو سيزار" ويونس محمود"، مفضلاً خوض الفريق لمباراياته بدونهم، وهو ما حرم الفريق الاستفادة من تواجدهم حتى فتح باب الانتقالات الشتوية، وأسهم في اهتزاز نتائجه في المسابقة التي خاض فيها 26 مباراة، لم يتجاوز عدد انتصاراته خلالها الرقم 1، فيما تعادل في 9 وخسر 5 مباريات، وفي كأس ولي العهد تجاوز أبها والعروبة في دور الـ32 والـ16 قبل أن يغادر بالخسارة على أرضه من الفتح، وفي كأس خادم الحرمين الشريفين سبقت خسارته للنهائي، تخطيه للأنصار في دورالـ32 والعروبة في دور الـ16 والطائي في ربع النهائي والاتحاد في نصف النهائي ذهاباً وإياباً.


غيابات مؤثرة

بعيداً عن الجوانب الفنية، أربكت الإصابات المتتالية للاعبين عمل الجهاز الفني في الأهلي، بعد أن داهمت بشكل محير عددا من العناصر المؤثرة في مختلف خطوط الفريق، كان حضورها سيعزز من قوة الفريق، وأبرزهم كامل الموسى وياسر الفهمي ومحسن العيسى وأخيراً المحترف البرازيلي "ايريك أوليفيرا"، في وقت أبعدت إصابات "مختلفة" بعض اللاعبين عن عدد من المباريات، كمصطفى بصاص ووليد باخشوين والمحترفين الكوري الجنوبي "سوك" والبرتغالي "لويس ليال"، وضاعفت تلك الغيابات من أزمة "بيريرا"، خاصة في ظل عدم وجود البديل الجاهز الذي يمكن الاعتماد عليه للقيام بنفس أدوار المصابين، مما اضطره لإحداث بعض التغييرات "المؤقتة" بإشراك بعض الأسماء في تلك المراكز.


من حلم إلى "كابوس"

بعد أن ساد التفاؤل بين الأهلاويين بأن يكون موسم فريقهم هذه المرة مختلف، وعودته كما كان قبل موسمين فقط من خلال منافسته على لقبي الدوري وأبطال آسيا، تحول ذلك الحلم إلى "كابوس" وهم يشاهدون "تخبطات" فريقهم الفنية والتغييرات العناصرية المتكررة في صفوفه منذ بداية الموسم، وكان اسم "بيريرا" الأكثر جدلاً بين أنصار الفريق، خاصة وهم يعلمون بأن كافة الصلاحيات الفنية مُنحت للمدرب البرتغالي الذي يملك المعلومات الكافية عن الفريق، بيد أن القرار المفاجيء للأهلاويين بإصراره على الرحيل جاء ليهدم ما بناه في موسم كامل.

ومنذ إعلان "فك الارتباط" بين ناديهم و"بيريرا"، لم تتوقف مطالبات الأهلاويين، ورموا بالكرة في ملعب الأمير فهد بن خالد المتوقع استمراه لفترة رئاسية جديدة، وحمَّلته مهمة تدارك أخطاء الموسم المنقضي؛ بإيجاد حلول سريعة، والاستعداد للمقبل بالبحث عن مدرب صاحب إمكانات كبيرة وجهاز مساعد؛ ليتواجد مع اللاعبين منذ وقت مبكر قبل انطلاق الموسم، عبر معسكر إعدادي يتخلله لقاءات ودية قوية؛ لتحضير الفريق لاستحقاقاته المحلية والقارية المقبلة.


مهر البطولات

نال الجهاز الإداري لفريق كرة القدم نصيبه من غضب جماهير الأهلي، وطالبت بتكليف أسماء متمكنة وذات خبرة للتواجد في الجهاز الإداري المشرف؛ لما لذلك من أهمية كبيرة لاتقل عن الأمور الفنية، وشددت على ضرورة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على جميع اللاعبين، واتخاذ سياسة البقاء للأفضل، وأشارت إلى حاجة الفريق إلى دعم خطوطه بأسماء محلية في بعض المراكز، مهما كلفت تلك الاستقطابات خزينة النادي من أموال، بجانب لاعبين محترفين أجانب يضعون الفريق على "خارطة البطولات".

هذه المطالبات الجماهيرية بدا وكأنها لاقت صداها داخل مسيري البيت "الأخضر"؛ فبعد التعاقد رسمياً مع مدافع القادسية ماجد عسيري، تعقد اجتماعات مبكرة لمناقشة كثيرا من الملفات التى تهم الفريق وإعداده للموسم المقبل، ويتوقع أن تتمخض عن إعلان تغييرات إدارية في الفريق الأول، فيما أكدت مصادر لـ "الوطن" أن انتقالات وإعارات بالجملة ستمنح لبعض اللاعبين الذين لايحتاجهم الفريق بحسب التقرير الفني الذي سلمه البرتغالي "بيريرا" لإدارة الأهلي قبل مغادرته، مع تصعيد عدد من عناصر الفريق الأولمبي، في حين لم يتحدد مقر المعسكر الإعدادي المنتظر أن يخضع له الفريق قبل الموسم الجديد، وينتظر أن تُحسم وجـهـتـه بعد التعاقد مع الجهاز الفني.