بسم الله وعلى بركة الله، تنطلق اليوم الخميس "خليجي 22" بالرياض عاصمة الخير والإخاء والعطاء، مترقبين إثارة عالية المستوى بما يعزز متعة المتابعة وفائدة الكرة الخليجية فنيا.

ولن يكون للبطولة جمال بلا جماهير، متعشمين أن يهتم الجمهور السعودي والقادمون من دول الخليج بالحضور والمؤازرة بأهازيج عذبة تحفز اللاعبين على الإبداع.

نتوق أولا إلى حفل افتتاحي جميل وغير ممل، بعيدا عن الروتين، مثلما وعد مدير البطولة أحمد الخميس.

ومن ثم نتابع مباراتين تشعلان البطولة من أول يوم، بعد أن استنفد الجميع الأحاديث والتحليلات الاستباقية والتوقعات.

المباراة الافتتاحية بين المنتخبين الكبيرين السعودي والقطري المرشحين مع منافسين آخرين لحصد اللقب، ثم لقاء المنتخب البحريني العنيد الباحث عن أول لقب أمام اليمني المكافح والمتحفز لتحقيق أول فوز في تاريخه، الذي هو شعاره في هذه البطولة.

وبلا أدنى شك، ومهما خسر العنابي والأخضر من نجوم، فإن الظروف متشابهة والاستعداد متماثل والطموح سقفه واحد لمعانقة الذهب.

الحديث قوي جدا من معسكر المنتخب القطري بأنه وصل إلى أفضل جاهزية بلاعبين أجود عن السابقين، ولا سيما بعد كأس آسيا 2011 على أرض الدوحة مع دعم إعلامي متوازن. ولا نستبعد أن يكون الحضور القطري اليوم قويا جدا، وينطلق بعزيمة في رسالة تحذيرية لكل المنافسين، خاصة أن التجانس مثالي بقيادة المدرب "الجزائري" جمال بلماضي، العارف جيدا بأدق التفاصيل خليجيا، بعد أن عانى العنابي مع مدربين من جنسيات أوروبية ولاتينية.

أما منتخبنا "الأخضر" فإنه أيضا في أحسن حالاته الفنية والمعنوية، يحدوه الأمل لمواصلة "النجاح" في المباريات الرسمية مع المدرب الإسباني لوبيز بعد مرحلة رايكارد الهزيلة، وإن كان غير مقنع في عمله بشكل عام لكن نتائج المباريات الرسمية كانت "عربون" استمراره دون قناعة الغالبية رسميا وشعبيا، ولكن الانتقادات تلاشت مع تسارع العد التنازلي لانطلاق البطولة، ونجحت إدارة المنتخب في أن يكون اللاعبون والمدرب بمنأى عن سهام النقد، وأجادت في التعامل مع الإعلام في معسكري الدمام والرياض كآخر خطوتين قبل البطولة، إذ تم تحديد ربع ساعة قبل التمارين للالتقاء باثنين من اللاعبين تختارهم إدارة المنتخب للحديث لوسائل الإعلام جماعيا وفرديا، والأفضل من هذا وذاك إنهاء حالات طارئة سواء من صلب عمل المدرب أو المشرف على المنتخب الدكتور عبدالرزاق أبو داود.

أخضرنا يضم أفضل العناصر بنسبة 90% وبغض النظر عن أحقية بعض العناصر التي لم يشملها اختيار لوبيز، فإن الجو العام يبشر بالخير، ومن المزايا العناصرية وجود عدد من اللاعبين يبدعون في أكثر من مركز، وبالتالي تسمو خيارات المدرب إلى الاطمئنان، ولم يبق، بعد توفيق الله، سوى الدعم الجماهيري المؤثر، واليوم لا بد من انطلاقة تعطي قيمة كبيرة في إثبات الذات والثقة بالنفس.

في المباراة الثانية، يراهن البحرينيون على الدفاع الصلب واستغلال الكرات المرتدة بشكل مميز، ويقوي ثقتهم في تحقيق التطلعات وجود المدرب الخبير العراقي عدنان حمد، الذي حقق الكثير من النجاحات العربية، وهو من طينة المدربين الذين يقدمون المواهب، وهذا ما يعد به مسؤولو الكرة البحرينية في ظل خسارة عناصر مؤثرة جدا مثل فوزي عايش لعدم انضباطيته، وللبحرين مواقف مؤثرة لا نستبعد تكرارها في "خليجي 22".

وفي المقابل، يبحث المنتخب اليمني بخبرته الضعيفة عن أول فوز له في دورة الخليج، يعزز ذلك أن مسؤوليه استوعبوا دروس المشاركات الماضية، ويؤجج حماسهم المدرب التشيكي ميرسلاف، الذي أعلن عن تحديه وأنه سيقدم فريقا مختلفا، ونحن نعرف أن اللاعب اليمني جريء وشجاع وحماسي، ولا نستبعد أن يكون المنتخب البحريني أولى ضحاياه ومفاجآته اليوم.

كل الأماني بمباريات مثيرة وشيقة، مكررين الترحيب بأشقائنا وأحبابنا وأصدقائنا في بيتهم الرياض.