رسم الفريق الأول لكرة القدم في نادي الهلال البسمة على محيا جماهيره خاصة والجماهير الرياضية السعودية عامة، بتأهله إلى نهائي دوري أبطال آسيا في نسخته الحالية.

ما زاد فرح الجماهير الزرقاء خصوصا أن تأهل فريقها للنهائي جاء بعد غياب طال انتظاره سنوات عدة وصلت إلى مايقارب العقد والنصف.

أما الجماهير المنصفة الأخرى فإنها تدرك أن الكرة السعودية في أشد الحاجة إلى لقب آسيوي يعيد لها مجدها وهيبتها، وهي التي تسيدت القارة الصفراء بأسرها سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات الوطنية.

وسبق للزعيم أن توج بـ6 بطولات قارية، تزعم بها القارة كأكثر الأندية تحقيقا لها، آخرها في موسم 2000، عندما تجاوز جابيليو الياباني وتوج بطلا للمسابقة، ليتأهل إلى بطولة العالم للأندية في إسبانيا، إلا أن الظروف التسويقية تسببت في إلغاء البطولة.

بعدها باءت جميع محاولات الهلال القارية بالفشل، قبل أن يتم تغيير نظام البطولة إلى دوري أبطال آسيا للمحترفين موسم 2003، ويستمر عصيانها للزعيم.

ولا زال يبحث عنها ويحاول الوصول إليها حتى وصل نهائي النسخة الحالية، الذي لم يأت بمحض الصدفة، أو بضربة حظ، إنما كان نتاجا لعمل جبار، من قبل إدارة النادي برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، والقائمين على الفريق، الذي جعلوا من اللقب الآسيوي هدفا منشودا.

بداية الزعيم في نسخة 2014 لم تكن مقنعة، فبعدما وقع في المجموعة الرابعة إلى جوار السد القطري، الأهلي الإماراتي، سباهان أصفهان الإيراني، استهل مشواره بإستضافة الأهلي الإماراتي في الرياض في الـ26 من فبراير الماضي، وخرج متعادلا 2/2، قبل أن يتعرض للخسارة في الجولة الثانية أمام مضيفه سباهان الإيراني 2/3، في الـ12 من مارس، مما أثار حفيظة الهلاليين وزاد من الإصرار والعزيمة القوية التي تعاهدوا على حضورها وتعويض تلك الخسارة والعودة مجددا لأجواء المسابقة، وتفادي الخروج المبكر في حينها.

ليعود من قطر بنتيجة التعادل أمام السد في آخر مباريات مرحلة الذهاب 2/2 في 19 مارس، منهيا تلك المرحلة بلا فوز وبنقطتين.

الأمر الذي أثار غضب الجماهير الهلالية، ولم يرض لاعبو الفريق الذين تعاهدوا على الظهور بمستوى مغاير خلال مرحلة الإياب، التي بدأها الزعيم بفوز كبير على حساب ضيفه السد القطري 5/صفر مطلع أبريل الماضي، ثم بتعادل ثمين مع الأهلي الإمارات في دبي منتصف الشهر نفسه، وختم دوري المجموعات بفوز غال أمام ضيفه سباهان أصفهان الإيراني بعدها بأسبوع، ويتأهل إلى ثمن النهائي متصدرا مجموعته، تحت قيادة المدرب الوطني سامي الجابر.

في دور الـ16 واجه ثاني المجموعة الثانية بونيودكور الأوزبكي، ذهاب في أوزباكستان، وإيابا في الرياض، ونجح الزعيم في حسم مباراة الذهاب بهدف وحيد في الـ7 من مايو، قبل أن يسجل ثلاثية نظيفة في الإياب بعد 7 أيام، ويبلغ ربع النهائي.

ووضعته قرعة دور الثمانية في مواجهة السد القطري مرة أخرى، ويلتقي الفريقان بعد توقف المسابقة 94 يوما، ليتقابلا ذهابا في الرياض في الـ19 من أغسطس، ونجح الزعيم في تسجيل تفوقه بهدف وحيد، قبل أن يتعادل الفريقان سلبيا في الإياب في الـ26 من الشهر نفسه.

في نصف النهائي واجه الزعيم نظيره العين الإماراتي في مباراتين، كانت الأولى في الـ16 من سبتمبر الماضي على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، يومها اقترب الهلال من النهائي وبشكل كبير، بتفوقه على ضيفه 3/صفر، الأمر الذي منح الجميع أريحية كبيرة قبل مواجهة الإياب أول من أمس ورغم خسارة الفريق الهلالي للقاء 1/2، إلا أنه بلغ النهائي بتفوقه في مجموع المباراتين4/2.

ويستعد الهلال لإعادة الهيمنة السعودية على البطولات الآسيوية، وتسجل رقما خاصا وفريدا بتحقيقه للقب القاري السابع.