غادرت دورة الخليج الـ22 لكرة القدم التي افتحت أمس في الرياض، حدودها المناطقية وتمددت بعيدا، فارضة الاهتمام بها على الجميع بالنظر إلى قوة منافساتها، وإلى ما تمتلكه من إرث وتقاليد.

واتفق عدد لا بأس به من المدربين والرياضيين على أن الدورة تعد إضافة مهمة للكرة العربية بشكل عام كحدث رياضي، وأسهمت بشكل فعلي في تطوير اللعبة ورفع مستواها في دول المنطقة.

وأكد مدرب فريق الشرطة السوري حالياً، والمنتخب السوري سابقاً أحمد الشعار على أنها تعد من الدورات العربية المهمة التي استطاعت الحفاظ على ديمومتها بشكل لافت، وقال "كمهتمين بالجوانب الفنية، فإننا نتابع مبارياتها للاطلاع على مستويات المنتخبات المشاركة وتطور اللعبة فيها، حيث أدى وجود عدد من المدارس التدريبية فيها إلى تنوع أساليب اللعب والتكتيك المتبع، وهذا ما أدى إلى وصول اللاعب إلى مرحلة لا بأس بها من النضج الفني والمعرفة القوية للطريقة المناسبة التي تضمن الفوز وفق حالة الخصم وسير المباراة".

بدوره، رأى مدرب فريق الوحدة السوري ضرار رداوي أن "كأس الخليج لها تأثير واضح على اللعبة في كل دول الخليج لما تشكله من أهمية، لذلك فإن المنتخبات المشاركة والقائمين عليها يحشدون كل طاقاتهم من أجل رفع سوية منتخباتهم".

وأضاف: "سابقا كانت بعض الدول وحدها هي التي تنافس على اللقب مثل الكويت والعراق والسعودية، واليوم باتت كل المنتخبات تنافس، وحتى اليمن لها فرصة الفوز باللقب وأصبحت منتخباتها رقما صعبا، مما يعني أن البطولة مهمة للجميع".

أما الإداري، مشرف فريق الجيش السوري سابقا حسن سويدان فقال: "كنا نتمنى أن تكون دائرة الدورة أكثر اتساعا لتشمل دولا أخرى مجاورة يمكن أن تسهم في رفع المستوى والأهمية للبطولة بشكل أكثر، وتستقطب اهتماما إعلاميا ونوعيا أكبر، وعموما الدورة لها ثقل نوعي في المنطقة وأنجبت لنا نجوما على مستوى متميز".

ورأى المدرب السوري محمود حبش أن لا أحد يستطيع أن يتجاهل دورة كأس الخليج، حيث الإثارة والمنافسة على أشدها بين منتخبات عريقة وفيها نجوم كبار، والدورة أنجبت لاعبين تابعناهم بشغف على مر الدورات السابقة، حيث كانت منتخباتها تزخر بنجوم كمنتخبات الكويت والعراق والسعودية، وفي مقدمهم جاسم يعقوب وسعد الحوطي ومحمد الدعيع وماجد عبدالله وأحمد راضي وناظم شاكر والعنبري وفؤاد بوشقر وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم".

أما الحكم الدولي محمد العبدالله، فقال: "لا أنكر وجود صعوبات تحكيمية في دورة كهذه، يكون التنافس فيها على أشده بين دول متجاورة لها خصوصية، ولكن في المجمل حتى التحكيم الخليجي تطور من خلال هذه الدورة التي نستمتع بها كمتابعين ومشاهدين، حيث أعجبتنا منتخبات تطورت ولاعبين برزوا وشكلوا إضافة مهمة إلى اللعبة في أنديتهم ومنتخباتهم، وتبقى الدورة علامة فارقة في تاريخ الدورات العربية لانتظامها وحسن مستواها، واللافت أن غالبية الدول الخليجية المشاركة فيها وصلت إلى كأس العالم بفضل تطور المستوى الذي بدأ من دورة الخليج".

ويرى الإعلامي الرياضي السوري إبراهيم الضللي أن دورات الخليج تجمع فرقا أو منتخبات كروية متقاربة المستوى الفني، لذا تشهد إثارة وتنافسا، وبالتالي تسهم في رفع السوية الفنية لدى هذه المنتخبات، كما أن الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به دورات الخليج الكروية الأخيرة أسهم إلى حد كبير في جذب الاهتمام والمتابعة وفي بروز فرق ارتقى مستواها بشكل كبير وأصبحت مرشحة بقوة للقب مثل المنتخب البحريني".

من جهة أخرى، وجه مدرب الزمالك المصري السابق أحمد حسام "ميدو"، عتابا لجماهير السعودية، بعد الحضور الضعيف الذي شهدته المباراة الافتتاحية التى جمعت منتخبي السعودية وقطر، وانتهت بالتعادل الإيجابى 1/1، ضمن مباريات المجموعة الأولى، في بطولة كأس الخليج الـ22 المقامة حاليا في الرياض.

كتب لاعب توتنهام الإنجليزي ومارسيليا الفرنسي السابق، تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "المنتخب السعودى يحتاج إلى جماهيره العظيمة. بدون حضور جماهيري ستكون بطولة صعبة على السعودية". وأشاد "ميدو"، بالجزائري جمال بلماضي، المدير الفنى للمنتخب القطري، بعدما نجح فى قيادة "العنابي"، لخطف نقطة من صاحب الأرض، قائلاً: "برافو بلماضي.. شوط ثانى أفضل.. السعودية ستتحسن مع دخول أجواء البطولة".