تحولت المؤتمرات الصحفية لمدربي المنتخبات المشاركة في "خليجي 22" إلى ما يشبه ساحة المبارزة بين المدربين والإعلاميين، وهي مبارزة سلاحها الكلمة، وملامحها التوتر.

يتساءل الإعلاميون عن الطريقة التي اعتمدها المدرب في مباراته التي لعبها قبل قليل، أو تلك التي سيخوضها لاحقا، ويبحثون عن إجابات عن أسباب استبعاد هذا اللاعب أو الاستعانة بذاك، لكن المدربين يرون في الأمر تدخلا في شؤونهم، فيستلون بدورهم سلاح الكلمة القاسية والجافة، ويردون على الأسئلة بعصبية جلية.

في الدورة الحالية حمل مدرب المنتخب القطري، الجزائري جمال بلماضي قصب السبق في التعاطي المتوتر مع الإعلام، وغير بعيد عنه بدا مدربا عمان، الفرنسي "بول لوجوين"، والسعودية، الإسباني "كارو لوبيز"، فيما تنصل مدرب العراق حكيم شاكر من أكثر من مؤتمر متعللا بمتاعب صحية، وكان مدرب اليمن، التشيكي "ميروسلاف سكوب" الأقرب للإعلاميين بتواضعه وشرحه المبسط والطويل.

ويرى مذيع قناة بي إن سبورت الرياضية رائد عابد، أن الأمر لا يعدو أن يكون حالة من عدم تمتع المدربين بمعرفة كيفية التعاطي مع الإعلامي.

ويقول عابد: "التعامل مع الإعلام بات علماً وفنا، ولا بد من التحلي بأسسه للنجاح في التواصل مع الإعلاميين.. من حق الإعلام أن يطرح أسئلته، لكن مسؤولية المدرب وثقته بنفسه هي التي تحدد طريقة وآلية الإجابة".

ويضيف: "يعجبني مدرب المنتخب السعودي لوبيز، فهو رجل واثق من عمله، ويحترم منافسه ولا يقلل منه، وهذا أمر مطلوب من المدرب حتى يحظى باحترام الإعلام".

ويكملك: "غالبا ما يدخل المدرب المؤتمرات الصحفية وهو تحت تأثير ضغوط كثيرة، ربما بعضها يتعلق بتوقعه الإقالة أو إنهاء عمله، ولا ينجح كل المدربين في تجنب هذه الضغوط خلال مؤتمراتهم، فتنعكس بوضوح، ويتلمسها الإعلاميون الحاضرون بجلاء".

في المقابل يرى عضو اتحاد كرة القدم السعودي، المشرف على المنتخب السعودي الأول عبدالرزاق أبو داود، أن بعض الإعلاميين لا يعرفون حدود دورهم، ولذا يخلقون حالة من التوتر والعصبية مع المدربين، ويقول: "مهمة الإعلامي أن ينقل، ويحلل، ويفسر.. لكن للأسف نراه في أحيان كثيرة يرتدي ثوبا ليس له، فيتدخل في الشؤون الفنية للمدربين، ويرى نفسه وصيا عليهم، وهم يدركون هذا لذا يحدث هذا التشاحن".

ويرى رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، العماني سالم الحبسي أن "من حق الإعلام طرح أسئلته، وعلى المدرب أن يحسن انتقاء إجاباته، وكيف يلبي فضول الإعلام الباحث عن المعلومة، دون أن ننكر حقه في إخفاء الأوراق التي يرى ضرورة إبقائها مخفية ليستفيد منها في الميدان".

وحول حالة التوتر المسبقة التي يدخل بها المدربون المؤتمرات، فيبادرون سلفا لتلقي الأسئلة بكثير من الاستفزاز، حتى لو لم تكن في طبيعتها تحمل هذا الاستفزاز، قال: "المتوترون هم المدربون الذين يعرفون سلفا أن الإعلام ينتقدهم.. فمثلا مدرب عمان ليس على علاقة جيدة مع الإعلام العماني الذي وجه له كثيرا من الانتقادات في عمله، وبالتالي فإن هذا المدرب يدخل المؤتمر ولديه فكرة مسبقة أنه سيكون عرضة للانتقاد وهذا يسبب له حالة من التوتر".