كل آسيا تتجه إلى أستراليا اعتبارا من غد في تحول تاريخي بعد أن دخلت أستراليا ضمن قارة آسيا كرويا، وهي تشارك للمرة الثانية مستضيفة البطولة في نسختها السادسة عشرة بعد أن حلت وصيفة في البطولة الماضية بالدوحة 2011، وخسرت أمام اليابان التي حازت اللقب للمرة الرابعة لتتقدم على السعودية وإيران اللتين في حوزة كل منهما ثلاثة كؤوس.

التحدي الأكبر للكنجر الأسترالي أن يخطف أول لقب، والتحدي الأقوى لليابان مواصلة الهيمنة بعد التطور الاحترافي الهائل، وتحد مواز تماما للسعودية وإيران في اللحاق باليابان، بينما كوريا الجنوبية التي حازت أول لقبين 1956 و1960، تريد أن تستعيد وهجها، والكويت والعراق (مرة واحدة) يطمحان إلى تكرار صعود المنصة الذهبية.

والبقية: عمان، أوزبكستان، الصين، كوريا الشمالية، الإمارات، قطر، البحرين، الأردن، وفلسطين يمنون النفس بعيش أجواء اللقب الذهبي للمرة الأولى.

هذه معطيات التحدي والتطلعات والآمال بشكل عام بما يسهم في إثراء المباريات وترقب أحداثها ونتائجها وما سيواكبها من قرارات وأفراح وآهات وأحزان.

من الطبيعي أن نتوق كسعوديين إلى إبداع يقودنا للأفراح واستعادة الوهج الأخضر ونتقاسم السيادة مع اليابان، حتى وإن كنا نخوض هذا المعترك بمدرب (موقت/فزعة) هو الروماني كوزمين القادم من أهلي دبي الإماراتي، والأكيد أن منتخبنا يأتي في مجموعة التصنيف الثانية حسب التقييم العام آملين تجاوز الصعاب بتوفيق الله، لم لا، فقد تبتسم لنا الظروف في البداية وتكون انطلاقة جميلة وموفقة بعد غد في أول وأصعب اختبار أمام الصين التي كسبناها في التصفيات وتريد أن ترد الدين، وكنا حينها في مرحلة انتقالية مضطربة.

وبهمة الرجال وتكاتفهم جميعا سنسمو بأنفسنا على كل الأصعدة لتحقيق أفضل ما يمكن ويساعد على تحسين المستقبل، بعد توفيق الله.

ولا يختلف منتخب العراق في شأن التدريب بـ(الموقت) راضي شنيشل فازعا لمنتخب وطنه، بطموحات أن الرياضة تجلب الأفراح لشعب مازال أسير الدمار السياسي.

وفي شأن أفضل المنتخبات العربية معنويا، فإن منخب قطر بوجهه الجديد وبنشوة بطل كأس الخليج مؤهل أن يتقدم وينافس إلى ما بعد دور الـ16 متى أثبت استفادته من الإيجابيات التي تحققت في (خليجي 22) بعد أن جدد الدماء وأوكل المهمة الفنية للجزائري جمال بلماضي الذي نجح في وقت وجيز.

ويأتي في صفه وفي المجموعة نفسها المنتخب الإماراتي الذي يعد الأكثر استقرارا على جميع المستويات بقيادة المدرب الوطني مهدي علي الذي قاد الأبيض إلى كأس الخليج الـ21 بالمنامة، وخسر المنافسة على لقب (الرياض) بصعوبة وبعد أداء مشرف صفق له الجميع، وهو يلعب بأسلوب جميل وربما أنه مع القطري سينافسان إيران في المجموعة نفسها مع البحرين، أي (ثلاث منتخبات خليجية) في المجموعة الثالثة بما يحتم تأهل أحدهم مع إيران وربما اثنان منهم. والأكيد أن البحرين أقل حظا في التوقعات وإيران الأكثر والأقوى كمرشح كبير مع اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية للقب، وخصوصا أن المنتخب الحالي صار أكثر قوة وثقة مع البرتغالي كارلوس كيروش المدرب الخبير والجريء.

وبالطبع الأردن من التصنيف الثالث في مستوى المنافسة لكنه لن يحظى بتوقعات عالية، وخصوصا أن كثرة تغيير المدربين من أسباب تبعثر "النشامى". ولا يختلف الحال للكويت وعمان في المجموعة الأولى أمام أستراليا وكوريا الجنوبية بما يعزز الجزم بتأهل المضيف والبطل الأول لأمم آسيا.

أما أوزبكستان فهو منتخب خطير وستكون له بصمة جديدة بعد أن تمرس أكثر، وسيخوض عراكا صعبا مع السعودي، والصيني، والكوري الشمالي، ومن الصعب ترشيح أي منهم في المجموعة الثانية، مع كل الأماني بتوهج أخضرنا.

نأمل أن نشاهد بطولة ماتعة وجذابة وشيقة بما يقوي صورة آسيا في قلب أستراليا أمام العالم أجمع.