صادقت لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين على انفراد "الوطن" في عددها الصادر الاثنين الماضي بعدد الشكاوى المالية والبالغة أكثر من 100 شكوى ضد الأندية المحترفة، وكشفت أن إجمالي عدد الشكاوى والمطالبات المالية بلغ 143 شكوى، بقيمة مالية وصلت 76,667,870 ريالا على 30 ناديا في دوريي جميل والدرجة الأولى.

ويعد نادي نجران أكثر الأندية المطالبة بـ34 شكوى عليه، يليه الاتحاد بـ23 ثم النصر 17 فالأهلي أربع، يأتي بعدهم الهلال والشباب والرائد بثلاث شكاوى لكل منها، ثم التعاون والفيصلي بشكويين، وأخيراً الخليج وهجر والعروبة بشكوى واحدة لكل منهما، بمجموع وصل 94 شكوى في حين لم يسجل على ناديي الشعلة والفتح أية شكاوى أو مطالبات مالية.

وفيما يخص أندية الدرجة الأولى يتصدر نادي الوحدة القائمة بـ20 شكوى يليه القادسية والاتفاق والطائي بست شكاوى، ثم حطين والوطني والحزم والرياض بشكويين، بينما سجلت واحدة على الدرعية والفيحاء والباطن، بمجموع 49 شكوى، في حين لم تسجل على أندية الجيل والصفا وأبها والمجزل والنهضة أية مطالبات مالية.

وفصلت اللجنة تلك الشكاوى المالية خلال مؤتمر صحفي موسع عقدته أمس في القاعة الرئيسة لمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض سبق فترة الانتقالات الشتوية بشهر، وذلك بحضور رئيسها عبدالله البرقان ونائبه عبداللطيف الهريش، اللذين استعرضا كل التفاصيل المختصة بالشكاوى والإجراءات التي ستتم حيال ذلك، حيث قدم وكلاء اللاعبين 14 شكوى، بينما تقدم اللاعبون بـ108، في حين بلغ عدد شكاوى الأندية 21 وهي التي تخص اللاعبين السعوديين فقط باستثناء اللاعبين الأجانب.

وأسف البرقان لحال الأندية التي توقع مع لاعبيها المحترفين عقوداً بالملايين ولا تتمكن من الإيفاء بها، مشيداً بقرار مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي أقر مطلع الموسم الجاري وضع سقف أعلى لعقود اللاعبين المحترفين لكل نادٍ قيمته 2.4 مليون ريال للموسم الواحد، موضحاً أن المطالبات الحالية تختص بعقود سابقة لسنوات مضت.

وتعجب البرقان من وجود عقود للاعبين بمبالغ ضخمة لا تستطيع الأندية التقيد بها، موضحاً أن أحد لاعبي دوري جميل وقع عقداً مع رئيس ناديه بأجر سنوي يصل إلى تسعة ملايين ثم تقدم الرئيس بعد ذلك باستقالته من رئاسة النادي، ليكبد النادي مبلغا كبيرا، حيث لم يتمكن خلفه من الالتزام بدفع هذا المبلغ.وتحدث الهريش حول قضية لاعب النادي الأهلي سعيد المولد الذي وقع للاتحاد احترافيا، ثم وقع عقداً آخر مع ناديه الأصلي الأهلي، موضحاً بأن عقد اللاعب ما زال سارياً مع ناديه، ولم يتقدم ناديه الجديد "الاتحاد أو الأهلي" برفع عقده للجنة، ولن يتم النظر بها إلا في حال رفعها، منوهاً أنه في حال وصول الأمر للجنة سيتم النظر به والتعامل معه وفق اللائحة، وتداخل البرقان وكشف أن بعض القضايا تطرح وتناقش وتنتهي عبر مختلف وسائل الإعلام دون أن تصل للجنة الاحتراف، مدللاً على حادثة لاعب النصر خالد الغامدي خلال الموسم المنصرم التي أخذت حيزا كبيرا في وسائل الإعلام دون أن تمر على اللجنة، مستغرباً إثارتها بشكل موسع.وفي سؤال لـ"الوطن" حول جدولة المستحقات المالية بخصمها من حقوق النادي من عقود النقل التلفزيوني لدى رابطة المحترفين وخلافه، أوضح البرقان أن اللجنة لا تتدخل بالاتفاقات بين النادي واللاعب أو وكيله، منوهاً أنه إذا وافق اللاعب أو الوكيل على أية آلية لتسديد المبلغ يتحملها اللاعب ووكيله ولا تتحملها اللجنة، وهذا الأمر بيد صاحب الشكوى.

وقدم البرقان شكره وتقديره لناديي الفتح والشعلة على عملهما الاحترافي والتزامهما بدفع المستحقات المالية في وقتها دونما وجود أية شكوى أو مطالبات مالية عليهما، شاكرا كذلك لأندية الدرجة الأولى التي لم تسجل عليها شكاوى وهي الصفا والجيل وأبها والمجزل والنهضة، مطالباً الأندية كافة بالحذو حذو تلك الأندية.

وتحدث البرقان عن الشد والنقاشات الحادة التي تتم معه خلال حسابات وكلاء اللاعبين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وقال "تلك الحدة ظهرت بعد صدور لائحة الوكلاء الجديدة ولا ألومهم وأعدهم إخوة لي، لأن النسب من عقود اللاعبين كانت كبيرة جداً ومفتوحة وتصل إلى 35 و40% من قيمة الصفقات، وهذا الأمر غير موجود بأي مكان في العالم، وتم حدها باللائحة الجديدة، وبالتالي طبيعي أن تكون هناك مناوشات، واللجنة تتقبلها بكل صدر رحب"، وأسهب "في أبريل 2015 سنصدر لائحة جديدة معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وسيتم إلغاء مسمى وكيل الأعمال ويتحول لوسيط أو سمسار والحد الأعلى بنسبة العقود 3% وسأتحول لمجرم حرب بنظرهم (قالها ضاحكاً)".

وكشف البرقان أنه في نهاية يناير المقبل سيتم اعتماد إنشاء غرفة فض المنازعات التي ستتولى استقبال الشكاوى المالية وحلها حسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، موضحاً أن اللجنة في حينها ستتفرغ لعملها الأساس بتوعية الأندية واللاعبين وعقد ورش عمل خاصة بالاحتراف، وستؤدي دورها بشكل كامل بعدما تأخرت في الإيفاء به خلال الفترة الماضية، لانشغالها بحل الشكاوى المالية للاعبين والأندية، والتي ستنتقل في نهاية يناير المقبل لغرفة فض المنازعات، التي سترتبط مباشرة بالاتحاد السعودي لكرة القدم بإشراف من الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".