كنت أتوق إلى أن أشاهد حكمنا الدولي المتجدد فهد المرداسي ومساعديه الرائعين بدر الشمراني وعبدالله الشلوي في المباراة النهائية لكأس آسيا السادسة عشرة بسيدني السبت بين أستراليا وكوريا الجنوبية ثمنا للنجاح الذي واكب أداءهم في البطولة، ولاسيما أن المرداسي والشلوي حكما في ربع النهائي وبنجاح تام.

لا أقول هذا تعاطفا فقد تابعت برنامج (الحكم) في قناة الدوري والكاس وكذلك بعض التحليلات في (بي إن سبورت) وحظي المرداسي بتقييم مميز أفضل من الإيراني علي رضا فغاني أو لا يقل عنه، لكننا في هذا المقام نحترم قرار لجنة الحكام بالبطولة التي أيضا منحت المرادسي الفرصة بأن يكون حكما رابعا وهذا يؤكد تنافسه مع فغاني لهذه المباراة.

والأكيد أن المرداسي كحكم في مقتبل عمره سيستفيد كثيرا من هذه البطولة التي هي امتداد لنجاحه بين حكام النخبة في آسيا مع باقي زملائه بما يعزز من قيمة الحكم السعودي.

وتستحق لجنة الحكام السعودية بقيادة عمر المهنا واتحاد القدم بقيادة أحمد عيد التهنئة على هذا العمل في ظل ما يواجهه الاتحاد واللجنة من الانتقادات القاسية والهجوم المحموم.

ويستحق المرداسي ومساعداه الشلوي والشمراني الثناء والشكر كونهم أبقوا اسم السعودية إيجابيا بصافرة القانون بعد أن أخفق منتخبنا في تحقيق ما يستحق الإشادة.

والتحكيم السعودي يواجه انتقادات صارخة واتهامات بالية من مختلف النقاد ومسؤولي الأندية على هفوات تحدث في مختلف ملاعب العالم بل هناك ما هو أشنع منها في أفضل الدوريات العالمية ولكن لا يجرؤ أحد على مهاجمة الحكام بينما حكامنا مأكولون مذمومون باتهامات وعبارات جارحة وتأخر مستحقاتهم وظروف أخرى تتعلق بالعمل الرسمي والتنقل بين المدن. والأكيد أنهم يخطئون ولكنهم لا يُمدحون حين يبرزون مقابل ما يواجهونه من سب وتجريح.

ولجنة الحكام لها سلبيات كثيرة في عملها وفي تعامل مسؤوليها فيما بينهم، مع تحسن طفيف هذا العام وبروز بعض الحكام الجدد الذين نتطلع أن يواصلوا تطورهم وأن يحرص بعض الحكام الذين برزوا العام الماضي بما يعزز من قيمة العمل وإعادة الثقة. وليس هذا مبالغة أو عاطفة أو مجاملة لكن الأخطاء حين تحدث تأخذ حيزا كبيرا والسلبيات تجذب المتابعين والنقاد ومسؤولي الأندية بما يؤدي إلى طمس أي إيجابية.

ولعل التوقف خلال كأس آسيا عامل إيجابي في مراجعة السلبيات وتقويمها بطموحات النجاح في النصف الثاني من الموسم.

ولعل أيضا مسؤولي الأندية وبعض الإعلاميين يكونون أكثر إيجابية في تحفيز قضاة الملاعب بما يساعد على جمال المباريات. وفي هذا الصدد من واجب اتحاد القدم أن يكون أكثر قوة في حماية الحكام على الصعد كافة، بعد نجاح قراره في عدم جلب حكام أجانب لمباريات كأسي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد دون إغفال بعض الاستثناءات بقاعدة "لا إفراط ولا تفريط".

والحقيقة أن العديد من المناسبات والأحداث أعطت بعض الأندية والنقاد والألسنة الصارخة مساحة في الضغط على الحكام دون رادع، ودون أن يتحرك اتحاد القدم (قانونيا) للتصدي لهم. ولا أغفل دور لجنة الانضباط التي تعاقب منسوبي الأندية ماليا أو بالإيقاف، أما الإعلاميون فلابد من شكوى للجهات ذات العلاقة وقد ينتهي الموسم دون قرار، لذا يستمر الصراخ وإطلاق الشتائم ورمي التهم في مهب وسائل الإعلام..!

نسأل الله السداد والنجاح وأن نشاهد كل ما هو جميل في ملاعبنا.