ـ المتابع المنصف لا بد أن يقرأ ويحلل بحياد وموضوعية الأسباب والدوافع التي أجبرت الأمير عبدالرحمن بن مساعد على تقديم استقالته من رئاسة الهلال في هذا التوقيت على وجه التحديد، وهذه المرحلة التي سجل فيها الهلال تراجعا في نتائجه ومستويات لاعبيه محليا وخارجيا.

ـ كثير من المتابعين والمراقبين قالوا إن استقالته عبر (تويتر) مجرد ردة فعل للعروض والنتائج غير الجيدة التي قدمها الهلال هذا الموسم، لكن الواقع يقول إن الرجل كان جادا في الاستقالة بالفعل، لأن أحدا لا يستطيع أن يملك حق الاجتهاد والتوقعات في الأسباب والدوافع التي جعلته جادا، فالأسباب والدوافع لا يعرفها سواه على طريقة "لا يؤلم الجرح إلا من به ألم".

ـ صحيح أن سوء النتائج والضغوط الشرفية والإعلامية والجماهيرية هي أحد الأسباب، لكن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد تكون له أسبابه الخاصة ودوافعه.

ـ الأهم أن رغبة الاستقالة لم تكن مجرد تغريدة يبحث فيها الأمير عبدالرحمن عن حجم ردود فعل الشارع الرياضي، لكن الرجل أثبت أنه جاد وبلا تردد أو تأويل أو اجتهادات مغردين.

ـ عبدالرحمن بن مساعد أتعبه الهلال وأوجعته انكساراته، وفي المقابل لم يجد من ينصفه بكلمة طيبة توازي مقدار كل ما بذله "شبيه الريح" للهلال.

ـ الواضح أكثر أن المناخ الرياضي العام لا يوفر الحياد المطلوب ولو بحده الأدنى، ولا يحفز على الاستمرار بالقدر الذي قدم فيه الأمير عبدالرحمن بن مساعد للهلال وقته وجهده وماله وصحته.

ـ اللافت أيضا ومصداقا لتغريدته، أثبت الأمير عبدالرحمن جديته ومصداقيته وعدم تردده ورغبته في أن يخدم الهلال من موقع آخر، فمنصب الرئيس ليس هو العلاقة الوحيدة التي تربط "شبيه الريح" بالزعيم، واستقالته من إدارة الهلال لا تعني استقالته من حب وعشق وصدق انتمائه للهلال، ومحبة الهلال لا يختزلها في سدة الرئاسة، فالهلال فضاء واسع يتسع للجميع.

ـ ومع أن شرفيي الهلال بحجم تأثيرهم لم يوفقوا في إقناع "شبيه الريح" بالاستمرار ولو لنهاية الموسم، لكن الرجل كان عند كلمته، معززا ومؤكدا صدق انتمائه للهلال من خلال حجم الدعم الذي قدمه في الحال بدفع الشرط الجزائي للمدرب المقال ريجيكامب، واستعداده لتقديم مقدم عقد المدرب القادم للهلال، وهذا قمة الإخلاص والمصداقية.

ـ الأمير عبدالرحمن بن مساعد في مرحلته الرئاسية للزعيم كان استثناء بدعمه وتنوع هذا الدعم في الجوانب الاستثمارية والرعايات وبعض المنشآت التطويرية داخل النادي، وهو دعم بحجم الجراحات والانكسارات التي كان يتصدى لها بشجاعة المحاربين، لذا لا أحد يلوم أو يعتب على إصراره على الاستقالة، لأن بيئة منظومة العمل الرياضي بوجه عام لم تعد محفزة على الإطلاق.

وإذا كان المجتمع الرياضي قد خسر اليوم رئيسا مثاليا وداعما بحجم وقيمة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فقد تخسر أندية النخبة غدا قيادييها نتيجة هذا المناخ وهذه البيئة الرياضية غير المحفزة على الاستمرار.

ـ بقي أن أقول: شكرا شبيه الريح الاسم المحفور في وجدان كل الهلاليين المنصفين، والرجل الذي لم تتعبه القوافي بقدر ما أتعبه خذلان لاعبي الهلال له.