أثبت رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي نجاح إدارته في قيادة ناديه الذي يمر بمرحلة إنجازات كبيرة غابت عن الأنظار بضع سنوات، حيث نجحت إدارة الأمير فيصل بن تركي في إعادة التوازن للنادي، وأضحى جليا للجميع أن النادي يسير في الطريق الصحيح، لا سيما في لعبة كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى بالمملكة بعد سيطرة جميع الفئات السنية بالنادي على بطولات الدوري في حدث غير مسبوق ينم عن عمل منظم لتلك الفئات.

وفي التقرير التالي تتصفح "الوطن" بعض الجهود الكبيرة التي بذلها القائد الإداري النصراوي الأمير فيصل بن تركي.



عصف إداري

بذل الأمير فيصل بن تركي جهودا كبيرة منذ توليه رئاسة النادي عام 2009 حيث حقق في عهده الفريق الأول لكرة القدم خمس بطولات أهمها بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، ويمتلك النصر الذي تأسس عام 1955 في سجله الرسمي 40 بطولة كان أغلبها في عهد الرمز النصراوي الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود إلا أن تلك البطولات غابت عن البيت النصراوي سنين طويلة لمشكلات إدارية وأزمات مالية، رغم تعاقب الإدارات التي لم يكتب لها النجاح في إعادة الفريق لمساره الصحيح داخليا وخارجيا، وإن كان عهد الرئيس السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن الأفضل بعد الرمز، حيث شهد تحقيق بعض البطولات خاصة عامي 1417 و1418 منها كأس الخليج وكأس الاتحاد السعودي وكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية ليتوقف الفريق بعدها عن تحقيق البطولات ما يقارب  تسعة أعوام، وعاد الأمير فيصل بن عبدالرحمن ليحقق آخر بطولة للفريق في عهده عام 1428 وهي كأس الأمير فيصل بن فهد لتنتقل بعدها الرئاسة للرئيس الحالي الأمير فيصل بن تركي الذي أعاد ترتيب الأوراق من جديد وأصبح الفريق منافسا قويا على البطولات، ويحقق بطولة الدوري بكل جدارة الموسم الماضي والموسم الحالي وما زاد نجاح إدارة النصر الحالية تتويج جميع المراحل السنية ببطولات الدوري في إنجاز غير مسبوق ينم عن عمل إداري منظم، كما حقق مع الفريق كأس ولي العهد الموسم الماضي، إضافة إلى البطولات الدولية الودية التي حققها وهي بطولة بن ياس والوحدة التي كانت مرحلة إعداد للفريق.

 فيصل بن تركي منذ توليه رئاسة النادي بحث عن أسماء جديدة وفاعلة على مختلف المستويات، رغم تعرضه إلى كثير من الانتقادات في بداية الأمر إلا أنه إصرار على السير قدما في  طريق التجديد إلى أن وصل إلى مرحلة الاستقرار وعادت الأمور إلى نصابها.



عصف فني

جهود الرئيس النصراوي لم تقف عند التغييرات الإدارية وأصلح البيت النصراوي الداخلي بل امتد ذلك إلى تغيير جلد الفريق كاملا في أكثر من 186 قرارا فنيا ما بين صفقات واستغناء واستقطاب أسماء محلية وخارجية جديدة تدعم الفريق ميدانيا، الأمر الذي انعكس على مسيرة الفريق الفنية وتطورها بشكل ملفت خلال المواسم الثلاثة الماضية ليصبح الفريق الرديف مساويا للفريق الأول من حيث القوة والمهارة والخبرة، فكانت أكثر الصفقات محلية بقدوم القائد النصراوي حسين عبدالغني والقائد الاتحادي محمد نور الذي لم يطول بقاؤه والمهاجم الفذ محمد السهلاوي ومحور الفريق عبدالعزيز الجبرين والمهاجم حسن الراهب والمدافعين عمر هوساوي ومحمد عيد ولاعب الوسط يحيى الشهري كأغلى الصفقات في الدوري السعودي، إضافة إلى الظهير الأيمن خالد الغامدي وخالد الزيلعي، وكان آخر الصفقات التوقيع مع مدافع الاتفاق أحمد عكاش قبله لاعب الطائي المعار للعروبة عبدالرحمن الشمري، وغيرهم من الأسماء المميزة التي قدمت للنصر.

أما على صعيد الأسماء الأجنبية فلم تكن كثيرة كالمحلية إلا أنه تم استقطاب عدد من اللاعبين حيث برز منهم المدافع البحريني محمد حسين والمصري حسام غالي والبرازيلي التون خوزيه والبرازيلي رافائيل باستوس والأوروجوياني فابيان استويانوف والبولندي أدريان ميرزيفكسي.

وبعد أن بعثر الأمير فيصل بن تركي كل الأوراق داخل الملعب ركز على الأجهزة الفنية حيث بدأ في جني الثمار على الأرض، حينما وجد ضالته في المدرب الأوروجوياني دانيال كارينيو بعد تجربة عدد من المدربين منهم الأرجنتيني أدقاردو باوزا، والأوروجوياني خورخي داسيلفا، والكرواتي دراجان سكوتشيتش، والكولمبي ماتورانا، ليعود العالمي خلال الموسم الماضي إلى منصات التتويج مع المدرب كارينيو بعد غياب طويل بتحقيق كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الهلال ويحتفل النصراويون بأول بطولة محلية مع الرئيس الذهبي، ولم يكتف النصر بتلك البطولة فقد كسر كل الأرقام وتوج بلقب دوري عبداللطيف جميل في الموسم الماضي بعدما غرد بالصدارة بـ"65" نقطة، وكسر الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتوالية في موسم واحد التي وصلت إلى "12" ليتجاوز رقم الهلال الذي سجله موسم 2004 - 2005 وكان "11 انتصارا متتاليا".



جرأة التغيير

وبعد رحيل كارينيو تخوف النصراويون من رحيل المدرب صاحب الإنجازات ليقع الاختيار على المدرب الإسباني راؤول كانيدا الذي لم يدم طويلا بعد هبوط مستويات الفريق ليلغى عقده ويأتي المدرب النصراوي السابق الأوروجوياني خورخي داسيلفا الذي استمر على نهج مواطنه كاريني، وحقق مع الفريق أولى بطولاته هذا الموسم وأقوها بطولة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين.

ولم ينس الأمير فيصل بن تركي حراسة المرمى النصراوية التي تطورت كثيرا في عهده بعد أن جلب الحارس الشهير سابقا ومدرب الحراس الحالي الكولومبي رينيه هيجيتا الذي كان له الفضل بعد الله في تأمين حراسة المرمى النصراوية بمجموعة من أفضل حراس الدوري من بينهم عبدالله العنزي وحسين شيعان.



دعم شخصي

بقي النصر منذ تولي الأمير فيصل بن تركي الرئاسة من دون راع رسمي رغم تقدم عدد من الشركات لتوقيع عقود رعاية إلا أن كحيلان لم يقتنع بتلك الرعاية، وبقي يصرف على النادي من ماله الخاص كما أوضح سابقا في عدد من اللقاءات الصحيفة، وبعد طول انتظار وقع نادي النصر وشركة اتحاد اتصالات موبايلي عقد شراكة لمدة خمس سنوات بدأت من الموسم 2014 - 2015 لتحصل شركة موبايلي بموجبه على عدد من المميزات أهمها الدعاية على صدر القميص، وخدمات المحتوى، ومجموعة من اللوحات الإعلانية وغيرها، وبتلك الرعاية خفت المصاريف على الرئيس بدخول الراعي الرسمي للفريق.



قائد ميداني

تميز الأمير فيصل بن تركي عن غيره من رؤساء الأندية بوجوده الدائم سواء في المباريات القوية أو غيرها على دكة البدلاء وكأنه يعيد التاريخ وما كان يفعله الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود، ليقود فريقه من الملعب وبروح الأخوة التي تميز بها عن غيره مع اللاعبين، حيث أوضحت اللقطات التلفزيونية العلاقة الحميمة بينه وبين اللاعبين، التي خلقت أجواء مشجعة وبيئة خصبة لتميز الفريق، واختفت المشكلات داخل صفوفه.

كما أن إدارة الأمير فيصل بن تركي وبجدارة منحت كامل صلاحيات القائد الميداني لقائد الفريق الدولي حسين عبدالغني، الذي اختاره الرئيس لقيادة مسيرة فريقه ميدانيا ووضع الثقة فيه بعد أن جلبه للنصر واستطاع توظيف إمكاناته وخبراته الطويلة في صناعة الفارق للفريق داخل الملعب حيث كان متواصلا مع رئيسه بشكل لافت إلى أن أصبح حسين عبدالغني كالأب الروحي للاعبي النصر لما يملكه من حماس ومهارة وانضباط انعكس على أدائهم داخل الملعب وانضباطهم. 



 إسعاد الجماهير

الجهود التي بذلها كحيلان أعادت البسمة على شفاه الجماهير النصراوية التي صبرت سنين طويلة خلف فريقها من دون انقطاع وكانت مضربا للمثل في الحضور والمؤازرة، وتعتبر شريكة في النجاح الذي تحقق لإدارة فيصل بن تركي بعدما وقفت كثيرا مع جميع إدارات النادي الحالية والسابقة وكانت الداعم الأول لأي رئيس، ولم يغب المدرج النصراوي عن الساحة حتى في أسوأ فترات الفريق. وسجلت الجماهير النصراوية أكبر عدد في الحضور الجماهيري للمـوسم الماضي قدر بـ260718 ألف متفرج، بعدما حلت في الموسم قبل الماضي في المـركز الرابع بـ124573 ألف متفرج، أما الموسم الحالي فكانت موجودة بشكل كبير بلغ عددها 151242 ألف متفرج من إجمالي 1558443 متفرجا حضروا مباريات دوري عبداللطيف جميل.