بالله عليكم .. هل يستحق المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا كل هذا "الهيلمان" حين يسافر له إلى باريس وفد من أعضاء اتحاد كرة القدم السعودي ووسطاء للجلوس معه على طاولة مفاوضات لإتمام صفقة تعاقده الضخمة مع اتحاد كرة القدم السعودي قبل أن ينتهي عقد "بيلسا" مع فريقه مارسيليا الفرنسي الذي يحتل الترتيب السادس في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

هذا أمر.. والأمر الآخر من يكون "بيلسا" هذا الذي "أشغل الناس"؟ ولماذا كل هذا الحرص الشديد واللهاث وكأنه لا يوجد في الكرة الأرضية مدرب سوى "بيلسا"؟ حتى وإن ارتبط اسمه وتاريخه وبطولاته مع أندية عالمية ومنتخبات دولية. وحتى وإن صنف من أبرز المدربين في أوروبا وأميركا اللاتينية.. إذ لا أحد يستطيع أن يشكك أو يقلل من من كفاءة السيد بيلسا.!!

لكن "التحفظ" على حجم وقيمة العقد "الفلكي" الذي سيقدمه الاتحاد السعودي لكرة القدم للمدرب وطاقمه الفني المساعد الذي سيصل عددهم لأكثر من 16 مدربا للمنتخب الأول والمنتخبات الوطنية السنية كافة.. و"التحفظ" الآخر هو أن من قدم حجم هذا العقد للمدرب بيلسا واحد من أمرين.. إما أن يكون المفاوض ضعيفا. أو أن يكون شخصا يريد أن يورط.

ليس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي "الحالي" الذي ستنتهي فترته الانتخابية بعد أقل من سنة ونصف، بل "توريط" مجلس اتحاد القدم السعودي في الدورة الانتخابية القادمة.!!

المؤكد أيضا.. أن لا أحد يستطيع من المتابعين أو المراقبين أن يصف هذه الصفقة أكثر من أن تكون "مغامرة" غير مضمونة النتائج!!

هذا في الجانب الذي يخص اتحاد كرة القدم السعودي. أما ما يخص الأرجنتيني "بيلسا" فهو يغامر أيضا باسمه وتاريخه، فقد تنسف النتائج السلبية له مع المنتخب السعودي كل إنجازاته وبطولاته وتاريخه لاختلاف بيئة العمل والقيمة الفنية للعناصر التي سيتعامل معها. واختلاف الفكر والعقلية الاحترافية التي قد لا تساعد السيد بيلسا على النجاح. أو تقديم عمل يوازي حجم وقيمة العقد "الفلكي" الذي سيتقاضاه بيلسا.

الذي يجب أن يدرك جيدا أن النجاح في موقع ليس ضمانا لنجاح نفس العمل في موقع آخر تبعا لبيئة العمل والظروف وإمكانات اللاعبين الفنية والذهنية.

وقد يفهم آخرون من خبراء التفاوض والتعاقدات أن عقد بيلسا هو شكل من أشكال "إهدار المال العام" ما لم يكن هناك "مفاوض" جيد لديه من الخبرة والدراية والخبرة ما يجعله قادرا على تقليل حجم وقيمة العقد المعلن.!!

اللافت أيضا أن عقد بيلسا يتضمن التعاقد مع أكثر من 16 مدربا وفنيا للمنتخبات السنية، وقد يكون هذا المشروع على حساب فرص المدربين الوطنيين الذين يعملون في المرحلة الحالية مع المنتخبات الوطنية السنية. وهذا يتنافى مع منهج وسياسة اتحاد كرة القدم السعودي باتجاه دعم حضور المدربين السعوديين وتشجيعهم للعمل في المنتخبات الوطنية.

بقي أن أقول "كان واضحا أن مدير أعمال بيلسا كان يفاوض بأسلوب (لي الذراع) وإحراج المفاوض السعودي من خلال بعض التلميحات التي تشير إلى جملة من العروض المقدمة للسيد بيلسا من ليفربول الإنجليزي. وغيرها من الأندية الأوروبية. وهو ما يهدد مفاوضات التعاقد مع بيلسا.