أثارت التعديلات المستمرة على المادة السادسة من لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين جدلا واسعا بين أوساط اللاعبين وأولياء أمورهم ووكلائهم، وبشكل أوسع المحترفون منهم في أندية الوسط وما دونها، بعد أن أفقد النظام الجديد فرصة المنافسة والانتقال لأندية أخرى كونه يتيح الأفضلية للنادي الأصلي بتقديم عرضه الرسمي قبل دخول اللاعب فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده بـ30 يوما، وهي الفترة الحرة من عقد اللاعب المحترف، وبالتالي إما أن يقبل اللاعب بعرض ناديه الأصلي حتى ولو كان متدنيا أو يرفض ذلك أو يضطر النادي الذي يرغب اللاعب في الانتقال لدفع كامل قيمة عرض ناديه الأصلي، الأمر الذي أجبر الأندية على تجنب ضم أي لاعب بهذه الطريقة كونه سيكلفها الكثير مع قلة الموارد، بعكس المعمول به سابقا حيث كان الانتقال يتم بشكل سلس دون تعقيدات كما هو في لائحة الاحتراف والتعديلات المستمرة على المادة السادسة.

تكتل الوسط

وعلمت "الوطن" أن بعض أندية الوسط وما دونها تحاول وعن طريق مدراء الاحتراف، تشكيل تكتل جماعي وذلك بعدم مفاوضة أو تقديم أي عرض كلاعب هاو لأي من اللاعبين في النادي الآخر حتى يقبل مجبرا بالعرض الوحيد المقدم له من ناديه الأصلي حتى ولو كان متدنيا وغير محفز أو البحث عن عرض في أحد الأندية الكبيرة التي تمتلك الموارد المالية، وهذا أمر يعد في غاية الصعوبة وغير متاح سوى لقلة من اللاعبين فقط، كون إقناع الأندية الكبيرة والجماهيرية ليست بالأمر الهين في ظل الأزمات المالية التي تعانيها من فترة إلى أخرى.ولجأ بعض اللاعبين المحترفين للتفكير بالتحول إلى هواة، بحثا عن مخرج من مأزق هذه التعديلات التي أقرتها لجنة الاحتراف ودعمها الاتحاد السعودي لكرة القدم دون إشراك أهل الاختصاص، وكذلك من يمثل اللاعبين المحترفين في الجمعية العمومية أو حتى الوكلاء لاستغلال ثغرة في اللائحة الجديدة بطلب التحويل من لاعب محترف إلى هاو فور نهاية عقده وتزويد اللجنة بالخطاب وهي تتكفل بإسقاطه من كشوف ناديه، في توجه يخالف نهج الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وسعيه لتطبيق الاحتراف والتخلي عن الهواية في مجال كرة القدم، وفور تحول اللاعب لهاو يجيز له النظام الانتقال كلاعب هاو من ناد إلى آخر.

عدم تجاوب

من جهة أخرى، تواصلت "الوطن" مع رئيس لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، الدكتور عبدالله البرقان، للتعليق على التعديلات التي أجرتها لجنته وقانونية قيام بعض اللاعبين بالتحول إلى هواة، ومعرفة رأيه بشأن الاحتجاجات المستمرة التي تصله من قبل اللاعبين وأولياء أمورهم، إلا أنه تجاهل كل الاتصالات التي وردت إلى هاتفه ولم يجب حتى على الرسائل النصية التي تم إرسالها على هاتفه المحمول.

تحايل واضح

من جانبه، أبدى الناقد الرياضي مدني رحيمي، استغرابه من التعديلات التي تقدم عليها لجنة الاحتراف في المادة السادسة في لائحة الاحتراف من فترة إلى أخرى، مشددا على وجود فجوة في اللائحة تستغل بشكل غير قانوني لمصلحة طرف على حساب آخر، بحسب رأيه، متسائلا في تصريحه لـ"الوطن" عمن وضع المادة السادسة ومن أقرها ووافق عليها، مضيفا "إذا كان هذا موجودا تحديدا في جميع الاتحادات العالمية فهذه مصيبة، وإذا كانت لدينا نحن فقط في اتحادنا فالمصيبة أعظم، كونها تحايل واضح وصريح على النظام وخداع دون وجه حق، بل والكارثة كيفية موافقة اتحاد القدم على هذه التعديلات التي تحول المحترفين إلى هواة، وإذا كان هذا صحيحا فأي مادة تم الاستناد عليها".وأكد أن عالم الاحتراف في كل دول العالم "واضح وصريح ويصب في نظام واحد، بل المفترض حينما يطلب اللاعب تحويله إلى هاو، أن تتم معاقبته بغرامة أو إيقافه وليس تشجيعه بإقرار نظام يساعده على البقاء على الهواية"، مستدركا "إذا كان محترفا فله الحق بالانتقال في حال انتهاء مدة عقده مع ناديه وتقديم العرض رسميا لاتحاد الكرة حسب النظام المتبع".واستشهد رحيمي بحالة اللاعب سعيد المولد الذي لم يوقع معه النادي الأهلي لأنهم يعلمون جيدا أنهم سيدفعون قيمة مدة العقد المتبقية مع نادي الاتحاد حسب البند الموجود في اللائحة، مشددا في ختام تصريحه "إذا كان اتحاد الكرة يعلم ذلك ويلتزم الصمت، فمع احترامي وتقديري للجميع ليس لدينا احتراف، ويلزم اجتماع مدرائها وأعضائها لإسقاط هذه المادة المخجلة عاجلا لأنها غير منطقية إطلاقا".