في وسط انشغالنا بأنصاف وأرباع النجوم الذين يتقاضون عقوداً مليونية في لعبة كرة القدم دون أن يقدموا للوطن ما يوازي ما يتحصلون عليه حضر هذا الفتى الأسمر القادم من نادي حطين في منطقة جازان جنوب المملكة العربية السعودية ليعطي الجميع درساً في معنى النجومية الحقيقية التي ترفع اسم الوطن عالياً وتجعل علمه الطاهر يرفرف في سماء الإنجازات العالمية.. حضر دون ضجيج ودون ملايين ليعلن عن نفسه كأفضل رياضي سعودي هذا الموسم وواحد من أفضل الرياضيين السعوديين طوال التاريخ.

(يوسف أحمد مسرحي) فتى ألعاب القوى الذهبي في سباقات 400 متر حطم جميع الأرقام العربية والآسيوية ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في بكين وسجل اسمه ضمن العداءين الـ11 في العالم الذين أنهوا سباق 400 متر في أقل من 44 ثانية على مدى تاريخ أم الألعاب في إنجاز كبير يسجل له ولرياضة الوطن متأهلاً لنصف النهائي.. ولم يكتف بهذا فحسب بل تأهل بعدها بيوم واحد فقط للنهائي وكأنه يقول: أنصفوني.. فهذه لعبتي وذاك (مسرحي).

هذا الإنجاز ستتلوه إنجازات بمشيئة الله تعالى سواء لـ(يوسف) أو لبقية زملائه في ألعاب القوى ولكن بشرط: أن يجد هؤلاء الأبطال منّا كل الدعم والإنصاف والتقدير.

أنصفوا هؤلاء الأبطال معنوياً.. وقدروهم مادياً.. وأعطوهم ما يستحقون إعلامياً وجماهيرياً كي يواصلوا نجوميتهم ويقدموا المزيد والأفضل لأنه من الظلم أن تذهب الملايين لغيرهم ويحرموا هم منها..! ومن الإجحاف أن يتوجه الإطراء لسواهم في حين أنهم هم أصحاب الإنجازات..!

أنصفوهم.. فكم فقدنا من (مسرحي) بسبب الإهمال وعدم التقدير..؟!