ما زال التحكيم السعودي يُخطئ باستمرار على الرغم من آلية النقد التي يتعرض لها بشكل مستمر، إلا أن لقاء الأهلي بالشباب مؤخرا كان مثالاً واضحاً على تجاوزات كوارثية تضرر منها الأهلاويون كثيراً، والغريب أن حكم اللقاء من حكام النخبة في آسيا ومرشح قوي لنراه في كأس العالم المقبلة.

يحدث ذلك في الوقت الذي تواجد فيه خبير حكام أجنبي ورئيس اللجنة يُطالب دوماً بالوثوق بالحكم المحلي. وانتهى الأمر إلى بيان أهلاوي صارم وحازم بالمطالبة بحكام أجانب في كل الجولات القادمة على حساب النادي، أتطلع فعلاً أن يُدرك المهنا ورفاقه وخبيرهم الأجنبي معنى هذا البيان جيداً.

في اتجاه آخر: فقد رفضت محكمة الكاس الدولية التابعة للفيفا احتجاج الهلال آسيوياً وهي آخر خطوات الهلاليين في المحافظة على حقوق ناديهم المشروعة، إلا أنني أستغرب من جماهير الأندية الأخرى حالة البهجة والفرح التي عمّموها بعد رفض الاحتجاج بأسلوب الطقطقة كما يهرفون. غريب أمر هؤلاء فعلاً.

فالهلال ذهب للفيفا يبحث عن حقه المشروع باحتجاج نظامي صحيح، بينما تناسى البعض أن أنديتهم يتم (جرّها) إلى الفيفا لسداد حقوق الآخرين (شكاوى وقضايا بلا حدود) وهنا البون شاسع ومختلف جداً بين الهلال والبقية كما أجزم.

مشكلتنا في الوسط الرياضي أن التعصب للأندية وشخصياتها يطغى على مبدأ المنافسة واحترام الآخر داخل الملعب وخارجه. وبالتالي سنشاهد كثيراً من فكر الإسفاف وتسطيح الأمور وإسباغها بمفهوم الأفضليات الخاصة والنابعة من الأنفس المُصدرة للكراهية في المشهد العام.

ختاماً، سأقول للاتحاد السعودي لكرة القدم: كيف أمكنكم "شكاية" إعلامي أهلاوي طالب بحقوق ناديه دون الإساءة إلى أحد. وجبنتم في مواجهة تصريح الإنذار الأخير؟! "النظام موس على كل الرؤوس" يا رئيس الاتحاد. إلا إن كان لديكم كلام آخر؟.