لم تبق صفة لم يقلها إخواننا التونسيون بحق حكم مباراة فريقهم الترجي أمام مازيمبي الكونغولي بذهاب نهائي أبطال أفريقيا.

وصفوه بالمرتشي والمتحامل والذابح وبائع ذمته للملياردير الكونغولي مويز كاتومبي رئيس مازيمبي.

ووصل الأمر بإخواننا التوانسة إلى تأكيد أن الحكم أدار المباراة التي خسروها بالخمسة، وهو مخمور حسب ما جاء على لسان لاعب الترجي خالد القربي في تصريحه لإذاعة "موزاييك" التونسية الخاصة، حينما قال"صدقوني لقد كان الحكم مخمورا وقد اشتممت رائحة الخمر كلما اقتربت منه".

وحتى الأستديو التحليلي الخاص بالمباراة على قناة الجزيرة الذي كان طاقمه تونسيا صرفا، خرج كثيراً عن الروح الرياضية وحاد عن المهنية.

فمدير الأستديو هشام الخلصي وضيفاه نجيب الإمام وطارق ذياب تفننوا في التقليل من شأن القناة (الجزيرة) لا شأنهم هم، ولكم أن تتخيلوا أن هذا الخلصي ظل يطالب مراسل القناة في ملعب المباراة بضرورة الوصول لرئيس مازيمبي وتهنئته على مجهوده خارج الملعب مع الاتحاد الأفريقى. أٌيعقل هذا يا جزيرة؟ أين المهنية يا سادة؟ ألا يقلل ذلك من نسبة احترام المشاهد للقناة؟ ألا يدخل ذلك في باب المساءلة القانونية، أم أن القناة باتت تجيز لكل من يجيد وضع رابطة العنق، أن (يطيح) بخلق الله ويتهمهم بما ليس فيهم.

وحتى إن سلمنا بسوء حكم المباراة ورشوته، فهل هذا يجيز للقناة (المحترمة) أن تعلن ذلك دون أدلة دامغة؟

أظن أن قنوات الجزيرة الرياضية بحاجة ماسة لمراجعة حساباتها، وحماية نفسها من تهور بعض منتسبيها وممن لا يحسنون إيصال الرسالة المطلوبة من الأستديوهات التحليلية. ولها أن تحصي عدد الشكاوى التي وصلت إليها في الفترة الأخيرة من التصرفات البعيدة من محللين يتذرعون بأنهم مرآة للرياضة والرياضيين.

وبعيداً عن (سخف) أستديو الجزيرة واتهاماتها الجوفاء وارتضائها إذلال نفسها بنفسها، نذكر إخواننا في الترجي بالكيفية التي وصلوا بها إلى هذه المحطة من دوري أبطال أفريقيا، ألم يكن الطريق سالكاً أمامهم بعدما حول لاعبهم اينرامو كرة القدم إلى كرة طائرة مستخدماً يده لإقصاء الأهلي المصري من نصف النهائي وبطريقة أخجلت حكم المباراة نفسه؟

فعلى ماذا اتفق الجميع وقتها؟ قالوا(كما تدين تُدان) وإن الحكم رد لهم اعتبارهم بعدما ظلمهم غيره في مباراة الذهاب بمصر التي سجل فيها الأهلي أحد هدفيه بيد محمد فضل، ولم نسمع حينها حديثاً عن الرشوة واستغلال النفوذ والثروات.

لسنا مع مازيمبي ـ غير العربي ـ ولا مع الأهلي ضد الترجي، لكنها صدمة أحدثها فينا أنيقو المظهر ضعفاء الحجة والمهنية.