منذ أن تم السماح للأندية السعودية بالتعاقد مع لاعبين محترفين أجانب، والفرص المتاحة للموهبة المحلية تتضاءل بشكل تدريجي، حتى استحوذ اللاعب الأجنبي من الناحية العددية على ما يعادل 40% من التشكيلة الأساسية للفريق، وهي نسبة عالية جدا لأندية لا ترضخ لقواعد السوق فيما يتعلق بالعرض والطلب.

وما يزيد الطين بلة، أن الأندية الكبيرة "ماليا" خصصت الـ60% المتبقية للاعبين محليين مستقطبين، مما يعني أن فرص اللاعب الناشئ في تمثيل هذه الأندية قد تكون معدومة.

وبما أن الموهبة الناشئة لن تحظى في المستقبل حتى بـ10% من التشكيلة الأساسية، فلا أعلم لماذا بعض الأندية لم تغلق مدارسها، وتتوقف عن العمل في المراحل السنية لتوفير الجهد والوقت والمال، فالغرض الأساسي من الاهتمام بالفئات السنية هو إمداد الفريق الأول بالمواهب.

اللجوء إلى اللاعب الأجنبي مفيد من ناحية رفع المستوى الفني العام للمنافسة الكروية، ومفيد للاعب المحلي ليحتك بنجوم قادمين من أندية متقدمة في عالم الاحتراف، لكن زيادة أعداد اللاعبين المحترفين الأجانب في بلادنا ارتبط معه انخفاض عام في المستوى الفني والدوري المحلي يفقد تدريجيا بريقه مع ندرة ملحوظة في أعداد المواهب المحلية، وهدر واضح في المصروفات، مما يعطي دلالة واضحة أن إدارات الأندية تسير في طريق خاطئ.

ومع حالة التقشف المالي التي تعيشها الأندية في الوقت الحالي، فإن فرص المواهب الناشئة ستزداد بشكل كبير حتى تنجح عملية تقليص الخسائر التي تسببت فيها إدارات الأندية في العقد الأخير، فإن تقليص عدد اللاعبين الأجانب صار من الضرورات والاكتفاء بلاعبين اثنين فقط "كحد أقصى" في المنافسات المحلية.