انتهت قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي أقيمت في العاصمة الأوزبكية طشقند، خلال 23 و24 يونيو الجاري، إلى قرارات مهمة عدة، منها استعداد روسيا لدعم الهند للانضمام إلى مجموعة الموردين النوويين، والتلميح بإمكانية ضم إيران إلى المنظمة، والشروع في الإجراءات العملية لضم الهند وباكستان أيضا. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الهند تمتلك "سمعة لا تشوبها شائبة" في مسألة عدم انتشار السلاح النووي، مشيرا إلى أن ذلك يؤهلها للانضمام إلى مجموعة الموردين النوويين، كاشفا استعداد بلاده لدعم نيودلهي في هذا الصدد.

وانطلاقا من أن الصين تشكل أحد العوائق أمام المسعى الروسي، إذ تعتقد بكين أن هذه المسألة تتطلب دراسة إضافية، قال لافروف "الصين ليست وحدها، وإنما هناك بعض الدول الأخرى التي لا تمانع في ضم الهند أو غيرها من الدول النووية الأخرى، وإنما يريدون إيجاد آلية لتطوير إجراءات الدول غير الأطراف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية"، مؤكدا أن هذا ينطبق على باكستان أيضا، وأن المسألة تحمل طابعا نظاميا. ولم يتطرق إلى توقيت انضمام الهند وباكستان إلى مجموعة الموردين النوويين، بل اكتفى بالإشارة إلى أن "هذا سيحدث عندما يتم التوصل إلى توافق". وكان الرئيس الباكستاني مأمون حسين شدد في وقت سابق، على ضرورة انضمام الهند وباكستان إلى مجموعة الموردين النووية في آن واحد.

طلبات الانضمام

يذكر أن الهند وباكستان قدمتا في مايو الماضي طلبين رسميين بشكل متزامن، للانضمام إلى مجموعة الموردين النوويين. وأعلنت بكين أنها تعارض انضمام الهند في الوقت الحاضر، مبررة ذلك بوجوب اتزان الرؤية القائمة مع المعايير المتبعة بهذا الشأن. وتضم مجموعة الموردين النووية 48 دولة منتجة للمواد والمعدات والتقنيات النووية، وكذلك مواد غير نووية تدخل في صناعة المفاعلات النووية. وتعد هذه المجموعة واحدة من الآليات الدولية الأساسية للتصدير المسيطر عليه للمواد المتعلقة بالصناعات النووية، بالإضافة إلى مكافحة "السوق السوداء" للتقنيات النووية.


قرارات أخرى

من ضمن القرارات التي فسرها المراقبون بأنها تلويح من روسيا بأوراق قد تشكل ضغطا على دول غربية، تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أنه لم تبق هناك أي عوائق أمام انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون بعد رفع العقوبات عنها، مشددا في الوقت نفسه على أن "طهران تشارك في نشاط المنظمة كدولة مراقبة منذ عام 2005". أما الرئيس القيرغيزي ألماظ بك أتامبايف، فأعلن من جانبه بأن قيام إيران بتنفيذ التزاماتها بخصوص برنامجها النووي يوجد آفاقا مستقبلية واعدة لانضمام هذه الدولة إلى منظمة شنغهاي في أقرب وقت.

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون في الوقت الراهن، كلاًّ من: روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وأوزبكستان، بينما يتمتع كل من: منغوليا والهند وإيران وباكستان وأفغانستان، بصفة مراقب. وكان من المقرر نقل بلاروسيا من صفة شريك في الحوار خلال القمة الأخيرة إلى صفة مراقب، ولكن لم تتطرق البيانات الرسمية في ختام القمة إلى هذا الموضوع، بينما ستظل تركيا التي لم توجه إليها الدعوة إلى قمة طشقند في وضعها السابق شريكا في الحوار.

الهند وباكستان

فيما يتعلق بانضمام كل من الهند وباكستان، أعرب بوتين عن أمله في انضمام البلدين إلى منظمة شنغهاي للتعاون في أسرع وقت ممكن. وقال "يجب العمل حاليا على مسألة تكامل كل من الهند وباكستان مع آليات التفاعل العملي في إطار المنظمة، خاصة مع مجلس رؤساء الحكومات واجتماعات دورية لوزراء خارجية دول المنظمة"، كما أشار إلى أن عملية انضمام نيودلهي وإسلام أباد إلى صفوف الأعضاء المتكاملين لمنظمة شنغهاي للتعاون تدخل مرحلتها الختامية، بعد أن اتُخذ القرار السياسي ببدء هذه العملية في قمة المنظمة التي انعقدت في مدينة أوفا الروسية عام 2015.

في سياق متصل، توقع الممثل الخاص للرئيس الروسي في منظمة شنغهاي للتعاون باختيار حاكيموف، أن يتضاعف الناتج المحلي الإجمالي لدول المنظمة ليصل إلى 20 تريليون دولار بعد انضمام الهند وباكستان إلى المنظمة.