انقضى الشهر الأول منذ استلام مجلس إدارة الرئيس الذهبي للاتحاد أحمد مسعود رئاسة النادي بعد أن أوفى بأصعب شرط رئاسة في تاريخ الأندية السعودية، المتمثل في تقديم شيك مصدق للهيئة العامة للرياضة بمبلغ 30 مليون ريال تسدد منها ديون النادي، قبل أن يتسلم النادي رسميا بعد تقديمه بأسبوع تقريبا عقب الفراغ من عملية جرد كافة محتويات النادي والذي اشترطه لتسلم النادي من الهيئة، ونستعرض خلال الشهر الماضي أبرز ملامح عمل الإدارة الاتحادية الحالية التي جاءت لإعادة ترتيب البيت الاتحادي وانتشاله من الديون الضخمة التي يئن تحتها والتي بلغت ما يقارب 300 مليون ريال، منها 107 ملايين ريال ملزمة خلال العام الحالي يتوجب على النادي تسديد 67 مليونا منها إذا ما أراد تسجيل لاعبيه المحترفين المحليين والأجانب.


مفاجأة أولى

على عكس ما توقع الجميع من إدارة جاءت لتسديد ديون ضخمة كان يتوقع منها أن توجه كافة جهودها للترشيد والاكتفاء بالموجود من اللاعبين لتوفير المال لسداد الديون إلا أن إدارة المسعود سارت عكس هذه التوقعات وقامت بإبرام تعاقدات مع لاعبين وتجديد عقود لاعبين في النادي، فتعاقدت الإدارة فور استلامها مع الكويتي فهد الأنصاري قادما من القادسية الكويتي وجددت عقد المهاجم فهد المولد ونجحت في خطف مدافع الفتح بدر النخلي الذي كان قريبا من الانتقال إلى المنافس الأهلي ثم تعاقدت مع الثنائي التشيلي كارلوس فيلانويفا والمصري محمود كهربا بعد إجازة العيد مباشرة، وجددت عقود مجموعة من لاعبي الفريق، أمثال تركي الخضير وهاني الناهض ومحمد قاسم، كما جلبت لاعب الأهلي السابق أحمد العوفي، ونجحت في توفير مبالغ هذه الصفقات من خلال دعم أعضاء الشرف الذين برز منهم خلال الفترة الماضية عبدالله شرف الدين الذي عرف بمسمى المفاوض الاتحادي ويتجاوز مجموع مبالغ هذه الصفقة حاجز الثلاثين مليون ريال.


معضلة بيتوركا

منذ البداية كان واضحا أن رحيل المدرب الروماني بيتوركا عن الاتحاد مسألة وقت ليس إلا بسبب إخفاقه في خلق علاقة قوية مع لاعبيه وصدامه الدائم معهم الذي وصل إلى درجة القطعية التامة مع عدد منهم، وبعد استلام إدارة المسعود تعزز هذا التوجه إلا أن الإدارة في البداية أعلنت نيتها التعامل مع بيتوركا لتجنيب النادي مشكلة الشرط الجزائي الضخم لهذا المدرب وفقا لضوابط معينة وطلبت منه الحضور إلى جدة وجلست معه للتفاوض والاتفاق على بعض النقاط حسب الرؤية الاتحادية التي خالفها بيتوركا بإعلانه فسخ عقده لعدم التزام الإدارة ببنود العقود، ليدخل الطرفان في قضايا وصلت إلى حد تدخل جهات خارج المنظومة الرياضية مثل محافظة جدة والشرطة والسفارة الرومانية لادعاء بيتوركا بان الاتحاديين منعوه من السفر، فيما اتهمه رئيس الاتحاد بتهديده بتحريض الجماهير ضده برسالة نصية، وفي نهاية المطاف غادر المدرب إلا أن هناك فصول قضية طويلة بدأت تدور رحاها في المحكمة الرياضية "كاس".


تشيلي مغمور

أثناء الخلافات مع بيتوركا انطلقت فترة الإعداد الاتحادية للموسم الجديد تحت إشراف المدرب الوطني حسن خليفة الذي عكف على تجهيز الفريق مستفيدا من خبرته العريضة بعد أن عمل لسنوات طويلة ضمن الأجهزة الفنية المتعاقبة على تدريب الفريق من عام 2000 وحتى عام 2012 عندما رحل من نادي الاتحاد لتدريب أندية أخرى، وبعد تأكد رحيل بيتوركا أجرت الإدارة مفاوضات سريعة مع عدد من المدربين، أبرزهم الألماني برنارد شوستر مدرب ريال مدريد السابق بيد أنها في نهاية المطاف استقرت على اسم غير معروف في منطقة الخليج هو التشيلي لويس سييرا، رغم أنه يمثل اسما بارزا في بلاده بعد أن قاد عددا من الفرق هناك لإنجازات كبيرة وينتظر وصوله خلال الأيام المقبلة.


دولية تبوك

برنامج الإعداد للفريق قد يكون نقطة الانتقاد الوحيدة لإدارة المسعود في الفترة الماضية ولكن العارفين ببواطن الأمور يدركون بأن الفترة القصيرة بين استلام الإدارة لدفة الأمور في النادي وانطلاق التدريبات إضافة إلى عدم حسم موضوع المدرب بسبب قضية بيتوركا، كانت كلها أمورا مؤثرة على البرنامج الإعدادي الذي ستكون الفقرة الأهم فيه المشاركة في بطولة ودية سوف تنطلق في تبوك اليوم بمشاركة أندية عربية ومحلية، كما أن الفريق خاض مباراتين وديتين في الفترة الماضية أمام فريقي جدة ووج.


إعلامي النادي

إعادة ترتيب البيت الاتحادي لم يقتصر فقط على فريق كرة القدم، فالرئيس أحمد مسعود يتواجد يوميا في مقر النادي منذ ساعات مبكرة صباحا وحتى المساء للاطلاع على كافة الجوانب المالية والإدارية الخاصة بالنادي، ومن الخطوات التي قامت بها الإدارة تعيين الوجه الإعلامي المعروف عادل عصام الدين مشرفا عاما على المركز الإعلامي بنادي الاتحاد، حيث يعد المركز الإعلامي بنادي الاتحاد من أبرز المراكز الإعلامية بين الأندية كونه الأول من حيث الإنشاء ولاستلام إدارته من جانب العديد من الأسماء الإعلامية الكبيرة.