قالت الدكتورة رقية المحارب إن خفض وزن المرأة يتم ببعض الحركة في البيت وليس بفتح أندية رياضية. في الحقيقة أنه رد جيد على من يبررون وجوب السماح للمرأة بالرياضة بزيادة وزن المرأة، وهذا تبرير لا يمكن احترامه، فمن حق المرأة السعودية أن تحصل على جميع التسهيلات الحياتية التي توفر للشباب، لأنهن شقائق الرجال فإذا توفر للشاب ناد رياضي وجب توفير ناد لها هي أيضا، فهذا حقها علينا، خاصة أنها تمثل أكثر من نصف المواطنين، وليس لأنها سمينة جداً ونرغب في خفض وزنها.

الرياضة النسائية لم تعد للمجتمعات الإسلامية مسألة خيار، فالفتيات يتعلمن ويخرجن ويشاهدن الفعاليات والأحداث من حولهن ويعرفن ما تمنحه الرياضة والمنافسة للإنسان، وكثير منهن يردن الانتقال من مدرجات التشجيع إلى ساحات الملاعب وخوض غمار المنافسة والشعور بالانتصار، لذا الأندية الرياضية والفرق أصبحت حقا غير قابل للنقاش والمداولة بل البناء والترتيب.

ولقد رأينا كيف فاجأنا العالم ودفعنا إلى المشاركة فاضطررنا للبحث عمن يمثل الوطن خارجياً، فجاءت حصيلة المشاركة باهتة ومليئة بالأخطاء.

ولنكن صريحين بأن القادم سيكون أسوأ، فمن قبل كانوا يطالبون أن تشارك المرأة بالرياضات دون التشدد فيما ترتدي، مما سمح لنا بالمشاركة بفتيات يرتدين حجابا كاملا، لكنهم بدؤوا اليوم عبر صحفهم بنشر مقالات تحتج أن ما ارتدته الفتيات هو عائق كبير أدى إلى عدم إحرازهن نتائج جيدة، وظهرت بعض المقالات الساخرة حتى مما ارتدته الفتيات المصريات في فريق كرة الشاطئ.

بل إن الضغوط زادت حتى على المسلمات اللواتي يرتدين البوركيني في السواحل الغربية، وهو ما يسمى المايوه الإسلامي حيث منعته مدينة كان واشترطت المايوه الغربي.

وهذا إشارة لما سيحدث غداً، فسيستمر المنع ليطال الرياضة والمسابقات الدولية، فما ترتديه الفتيات المسلمات يخالف ما تعارفوا عليه وما أشارت إليه الدراسات العلمية في ما يجب أن يرتديه المنافس في اللعبة.

في الحقيقة أتوقع أن تزيد الضغوط لدفعنا إلى التنازل أكثر وهو ما سيجعل الفتيات أنفسهن في حيرة، خاصة أن غالبيتهن - مثل لاعبات مصر - يكون الحجاب قرارا شخصيا لم يفرضه أحد عليهن، وهذه الحيرة ستكون بين تطلعات المرأة كبطلة رياضية وواجبها كمسلمة بالظهور كفتاة مسلمة تتميز بحجابها واحتشامها.

فهل نسمح بأن توضع هؤلاء الفتيات في هذا المأزق؟ أضف إليه أن مشاركة الشباب ستتأثر لو رفضنا المشاركة بحجة الملابس وسيعودون إلى ليّ أذرعتنا.

لكن إذا سمح بالمشاركة في الألعاب التي لا تتطلب الظهور بملابس غير محتشمة مثل ركوب الخيل والمبارزة والرمي سنكون أمسكنا العصا من النصف. ومنحنا فتياتنا الماهرات في السباحة وكرة القدم وقفز الحواجز والجري بطولة إسلامية للنساء وحدهن وسط حضور نسائي؛ وسنكون حققنا لهن رغبتهن في المنافسة وعرض مهاراتهن وفي وسط إسلامي يحترم رغباتهن بالحجاب وفي أن يكن بطلات في الرياضة.

إن العالم الإسلامي يتجاوز اليوم مليارا ونصفه وتشكل النساء فيه نسبة كبيرة، وغالبيتهن يملن إلى التدين واحترام تعاليم دينهن، ومن المخجل حقيقة تعريضهن لهذا الابتزاز العالمي.

لا يجب أن نبقى دائما ردة فعل، يجب أن نكون الفعل نفسه، بأن نتلمس حاجات بناتنا وأجيالنا القادمة ونوفر لهم ما يستحقونه، وديننا لن يرفض ذلك.