فرضت برمجة جولات الدوري في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا على محبي كرة القدم الأوروبية عودة غير عادية للتمتع بأجواء إثارة مرتقبة بعد أن فسحت المجال أمام أيام "الفيفا" في الأسبوعين الماضيين، ورغم التقلص الملحوظ في درجات الحرارة في القارة، إلا أن 3 قمم كروية صاخبة اليوم وأخرى رابعة غدا ستلهب منافسات "البريميرليج" و"الليجا" "البوندسليجا" و"السيري إيه"، تصدرت اهتمامات النقاد والمهتمين في أرجاء العالم لما تحمله من تنافس تاريخي وجماهيري بين طرفيها.




مسرح الأحلام

منذ فراغهم من مواجهة سوانزي في الجولة 11 قبل أيام "الفيفا" وانتصارهم 1/3، سيطرت أجواء قمة "اولد ترافورد" على أذهان لاعبي مانشستر يونايتد ومدربهم "خوسيه مورينيو" الذي يخوض معركة خاصة جديدة أمام نظيره في آرسنال "آرسن فينجر"، ونزال اليوم بمثابة فرصة ذهبية للبحث عن انتصار لن يعيدهم لمسار المنافسة فقط، بل يسترجعون معه ثقة جماهيرهم المهتزة نتيجة إخفاق الفريق رغم صفقات الصيف الثقيلة، وأهمها "إبراهيموفيتش" و"بوجبا".

في المقابل، يدرك الفرنسي "فينجر" أن استمرار نتائج فريقه الإيجابية على المحك، ويتطلع للبقاء قريبا من صدارة ليفربول وتشيلسي، وربما القفز إليها في حال تعثرهما اليوم، ولعل أكثر ما يقلقه إرهاق أبرز عناصره بعد قطعهم أميالا طويلة نتيجة ارتباطاتهم الدولية، إلا أنه اطمأن على جاهزية هدافه "أليكسيس سانشيز" الفاعلة مع منتخب تشيلي أخيرا بعد آلامه العضلية.



 


قمة الوداع


على بُعد أسبوعين تقريبا من ملاقاة خصمه برشلونة، يدخل ريال مدريد أول اختبار حقيقي وبذكريات غير سعيدة في ملعب "فيسنتي كالديرون" معقل جاره اللدود أتلتيكو مدريد الذي لم يخسر أمام منافسه أيا من مواجهاته محليا وقاريا على هذا الملعب خلال العامين الأخيرين، حتى أن تاريخ آخر انتصار سجله الملكي في "الليجا" على فريق المدرب "سيميوني" كان في أبريل 2013، ومما يعقد الأمور بالنسبة له أن أتلتيكو يدرك أن الفوز مساء اليوم هو خياره الوحيد لإنعاش حظوظه في المنافسة.

ولم يتعرض الريال لأي هزيمة في "الليجا" حتى الآن، ويتصدر الترتيب بفارق 6 نقاط أمام أتلتيكو الرابع، ويستعيد مدربه زيدان خدمات مدافعيه "بيبي" و"راموس" ونجم وسطه "مودريتش" بعد فترة غياب طويلة بسبب الإصابة، في حين سيفتقد "كاسميرو" و"كروس" و"موراتا"، في المقابل أسعدت عودة الهداف الفرنسي "جريزمان" مدرب أتلتيكو الذي خسر مرتين في مبارياته الثلاث الأخيرة، وسيبحث عن تسجيل الانتصار في آخر لقاء ديربي في "فيسنتي كالديرون" قبل الانتقال لملعبه الجديد الصيف المقبل.



 


كلاسيكو الكبرياء


يدخل البايرن المدجج بالنجوم موقعة "سيجنال ايدونا بارك" بهدف تكرار انتصاره الأخير على مضيفه في نهائي كأس ألمانيا قبل أقل من 3 أشهر، والحفاظ على سجله خاليا من أي خسارة في "البوندسليجا" التي يتصدرها حتى الآن بفارق الأهداف فقط عن لايبزيج، بيد أن المهمة لن تكون سهلة حتى مع تواجد دورتموند في المركز الخامس، فالأخير سيسعى جادا للاستفادة من دعم جماهيره العريضة لتقليص الفارق إلى 3 نقاط فقط، ستمثل انتصارا مهما فنيا ومعنويا أمام أكبر منافسيه. وبعيدا عن هيمنة الفريق البافاري على الـ"دير كلاسيكير" خلال الموسمين الأخيرين، تبقى مواجهات بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ منتظرة ودائما ما تنال اهتماما خاصا بين أنصار الفريقين، ونزال اليوم بملعب دروتموند لن يختلف عن سابقيه، رغم محاولات مسؤولين بارزين في الناديين تقليل حدة الجدل والصراع المستمر بين الطرفين خارج ملاعب الكرة، وضمان انحصار المنافسة بينهما داخلها فقط.



 


ديربي الغضب


لن يجرد التناقض الذي يعيشه عملاقا مدينة ميلانو هذا الموسم فنيا من إثارة ديربي يعد من بين الأكثر قوة في عالم كرة القدم، ومساء غد سينال ديربي "الغضب" كما يشير إليه البعض داخل إيطاليا، متابعة واهتماما معتادين، ربما سيتضاعف هذه المرة مع ترقب عشاق "الكالتشيو" لما ستؤول إليه نتيجته في ظل استرداد الميلان عافيته الغائبة طويلا، وابتعاده عن جاره الإنتر بثماني نقاط كاملة حتى الآن، مما يمنح مواجهة "سان سيرو" أهمية مضاعفة كونه سيحدد مسار الفريقين بقية الموسم. أداء "الروزونيري" وتواجده ثالثا خلف اليوفي وروما، أسعد أنصاره الذين يأملون أن يستمر فريقهم الشاب على هذا النحو مع مدربه "فينتشينزو مونتيلا"، إلا أنهم يعلمون جيدا أن الديربي لا يمكن أن يؤتمن جانبه، حتى وجارهم اللدود "النيراتزوري" يدخله وهو تاسع الترتيب، خاصة مع تعيين "ستيفانو بيولي" مدربا جديدا للفريق خلفا للهولندي "فرانك دي بوير"، وبالتأكيد سيكون حصد نقاط الجار بداية مثالية للإنتر للعودة إلى موقعه بين كبار "السيري إيه".