بعيدا عن حجم الموهبة التي يمتلكونها، تمثل الضغوط الجماهيرية أو نظرة فنية متعجلة يصاحبها قرار إداري خاطئ، عوائق رئيسية أمام كثير من اللاعبين في بداية مسيرتهم الاحترافية مع أنديتهم الحاضنة، وتجبرهم على التوقف، بيد أن قلة منهم اقتنعوا بأن الطريق إلى النجاح يتطلب تجاوز إخفاق البدايات والثقة بالنفس، وهي حالة جسدها حرفيا 3 لاعبين تألقوا كثيرا بعد تبديلهم قمصان فرقهم، ونجحوا بمثابرتهم في الوجود بين الأسماء البارزة في منافسات دوري جميل للمحترفين.


ثقة متزايدة

لم يكن أشد الأهلاويين تفاؤلا ينتظر أن يرى موهبة سلطان سوادي تتفجر كما يظهرها حاليا مع فريقه الرائد، فلاعب الوسط الشاب «24 عاما» رمى وراء ظهره كل الظروف التي وقفت أمام إكمال مسيرته مع فريقه الذي ترعرع فيه ناشئا، ونجح هذا الموسم بوجوده كثاني أفضل صانع أهداف في دوري جميل «7 أهداف»، إلى جانب 4 أخرى وضع نهايتها بنفسه في مرمى منافسيه، وقضى سوادي 4 مواسم كاملة مع الأهلي « 2012 - 2016»، لم يجد خلالها فرصة الظهور سوى مع البرتغالي فيتور بيريرا، قبل أن يقضي اثنين منها معارا بين التعاون والرائد، أقنع في آخرها مسؤولي الثاني بالتوقيع معه نهائيا بداية الموسم الحالي، في خطوة أسهمت بمنح اللاعب ثقة في إمكاناته الفنية، ليسجل بلغة الأرقام أفضل حضور له في 5 أعوام تشكل مسيرته محترفا.


نضوج موهبة

ما يقدمه سلمان المؤشر منذ قدومه إلى الأهلي قبل 3 مواسم، وهو لم يتجاوز حينها الـ25 ربيعا، يعزز من حقيقة امتلاكه موهبة كادت أن تنهيها نظرة فنية وإدارية متعجلة، فجناح «الأخضرين» في انطلاقة مشواره قضى 3 أعوام مع الهلال لم تكن كفيلة لإقناعهم بموهبته، وحينما عاد إلى مسقط رأسه مكة لتمثيل الوحدة، نضجت موهبته وبرز مع نيله فرصة اللعب أساسيا طوال 3 مواسم، بيد أن رئيس الأهلي حينها الأمير فهد بن خالد، وبرؤية ثاقبة، وجد في اللاعب ما لم يجده الهلاليون، ودون أي ضجيج لم ينتظر المؤشر كثيرا لفرض نفسه كأحد أفضل لاعبي الطرف موجودا في 64 مباراة دورية مع فريقه الجديد حتى الآن، أسهم خلالها في 4 ألقاب وتوجها بالاستدعاء إلى المنتخب الأول، مما ترك التفريط فيه أمرا محيرا ما زالت جماهير الهلال تبحث عن إجابة عنه.


ركيزة أساسية

كثيرا ما تزامنت مشاركة لاعبين شبان مع مرور فرقهم بأوضاع فنية غير مستقرة، لا تساعدهم في إظهار موهبتهم، لينضموا إلى قائمة طويلة في هذا الجانب، بيد أن قائد دفاع التعاون طلال العبسي «24 عاما» يمثل أبرز تلك الأسماء، عندما بدأ مسيرته شابا بين جدران الاتحاد، ونجح سريعا في اقتحام فريقه الأول موسم 2012/13 وزادت مشاركاته تدريجيا لتصل إلى 31 مباراة في 3 مواسم، بيد أن الاتحاد عايش خلالها تراجعا فنيا ذهب ضحيته لاعب كان يمثل ركيزة أساسية في الفريق ومنتخب تحت 23 سنة، ودون تردد تحولت وجهة العبسي إلى التعاون مطلع الموسم الماضي، ليصبح على الفور عنصرا رئيسيا في دفاع «سكري القصيم» الذي يفتقد خدماته منذ الجولة الـ20، بسبب خضوعه حاليا للعلاج إثر تمزق جزئي بالرباط والغضروف.



 



  • الأهلي والاتحاد وبدرجة أقل الهلال الأكثر تفريطا في المواهب الشابة لأسباب فنية وإدارية

  • 14 هدفا «5 تسجيل و9 صناعة» حملت بصمة سوادي مع الرائد خلال 3036 دقيقة لعب

  • أسهم المؤشر في صناعة 14 هدفا أهلاويا في 4825 دقيقة بينها 9 توجته بلقب دوري جميل الماضي

  • 42 مباراة «3777 دقيقة» دافع فيها العبسي عن قميص التعاون استبدل فيها مرة واحدة فقط