عاشت الجماهير الرياضية خلال الأيام الماضية إثارة مزدوجة بين المنافسات الداخلية والخارجية، والمتمثلة بسباق الدوري السعودي، ومنافسات دورة الخليج الـ23 التي تدور رحاها بالكويت. اللافت أن التنافس احتدم مع انطلاقة القسم الثاني لسباق الدوري لجمع النقاط، وظهرت ملامح مختلفة، وتحديداً من الفرق التي تقطن في المناطق المتأخرة، وكان الضحية من يبحث عن اللقب، حيث أطاح الضيف الجديد الفيحاء بالهلال والاتحاد تباعاً في سابقة لم تحدث من فريق ينافس على الهبوط، والحال ذاتها للاتفاق الذي فاق من سباته وكان الضحية النصر، واستعاد الشباب جزءا من شبابه وتقدم للأمام، في حين حافظ الفيصلي على خطواته الثابتة وغيّب الخسائر. حمى الصراع الداخلي وما واكبها من نتائج لم تكن بالحسبان وأثارت الجدل، وتباينت الآراء، كل يغني على ليلاه. وفي اتجاه آخر كان هناك صراع المنتخبات الخليجية، حيث اشتعل الفتيل منذ ركلة البداية بعد أن قلب المنتخب السعودي الطاولة بوجه المستضيف وحقق فوزاً تاريخياً لم يلح منذ أربعة عقود ونيف، وهي عمر البطولة، كان الأخضر جسوراً صامداً وكسب التحدي في الخارج والداخل فتجلت المتعة، ثمة جانب آخر، جاءت منافسات خليجي 23 لتعطي الفرصة لبعض اللاعبين لتأكيد حضورهم كـ(نوح الموسى ومختار فلاتة والمؤشر والفريدي)، واكتشف عمر هوساوي نفسه من جديد في الوقت الذي لا يزال لاعبو المواليد غائبين عن دائرة النجومية والحضور، رغم منحهم الفرصة على صعيد المنتخبات.

الإثارة داخل الملعب لم تكن وحدها، وإنما تجاوزت للخارج، فالعقوبات التي طالت حارس الأهلي العويس ومدير أعماله، ومن شارك في سيناريو الانتقال كانت أيضاً محل التداول بالحديث بعد القرارات الأخيرة الصارمة التي صدرت بحقهم، لتقفل سيناريو الإشكالية التي بدأت وانتهت بأرقام مالية فلكية لم تحدث في قضية سابقة، وكما كان العويس ومن شارك معه قد كسبوا الملايين في الفصل الأول فقد تلقوا خسائر فادحة في المحطة الأخيرة، وستكون تلك الحادثة درساً لبقية اللاعبين للعبور إلى ساحات المفاوضات من أبوابها لكي لا يقعوا بذات الإشكالية.