انقضت فترة تسجيل اللاعبين المحترفين، وطويت صفحات كاملة، وظهرت ملامح مختلفة على غير العادة، إذ حرصت كثير من الفرق على تدعيم صفوفها بعدد كبير من العناصر المتمكنة، مستفيدة من فتح المجال بوجود 7 أجانب، في حين كان هناك خمول في حراك اللاعبين المحليين، ولم يشهد السوق صفقات تستحق الذكر، اللهم إلا لاعبين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.

مواجهات ما تبقى من الدوري السعودي سيكون العراك محتدما، تحديدا بين النجوم الأجنبية الجديدة، إذ سيجتهدون لتسجيل الحضور في المقارعة الصعبة التي لا مكان فيها إلا للأقوياء.

بقى أن نثني على نادي الاتحاد الذي كان يتفرج على مشهد سوق التعاقدات، ولا يملك القدرة في التسجيل، ورغم ذلك كانت طموحات لاعبيه كبيرة للبقاء في دائرة المنافسة، وربما يكون كأس الملك طريقا سالكا للوصول إلى المحطة النهائية، وفي الوقت ذاته الفرصة متاحة لخطف مقعد متقدم في سباق الكبار.

ويحسب لمدربه التشيلي سييرا الزّج بالوجوه الواعدة التي أشعلت فتيل الفريق، إلى جانب الرباعي الأجنبي، إذ منح ذلك وهجا مضاعفا للعميد. فالاتحاد لا يستكين عندما يتقدم الخصم بهدف السبق، إما أن يلحق به بالتعادل أو الفوز، في إشارة إلى أن هناك جيادا أصيلة داخل الميدان، تنافح في سبيل رفضها الخسارة.

التوقعات تشير إلى أن الأهلي الأكثر جموحا لحصد بطولتي الدوري والكأس، إذا استمر الهوان الهلالي الذي يجسده لاعبوه في مشوار حصد النقاط، في حين أن فرق النصر والاتحاد والشباب، هي الأخرى مرشحة لمزاحمة قلعة الكؤوس، لخطف بطولته المفضلة «كأس الملك»، والتي عشقها منذ عقود خلت، وما زال للعشق بقية، ولعل الجانب الذي يخشاه عشاق الأهلي تجريده من أسلحته المحلية، وهو يقابل الفيحاء المتكامل عتادا، وما يقال عن الأهلي ينطبق على البقية التي تنشد القمة، لأن حضورها في الصراع لن يكون متكاملا في ظل غياب الدوليين الذين لا يقلّون أهمية عن العناصر الأجنبية، والمستفيد الأكبر، هو الفرق التي ستحتفظ بلاعبيها المحليين فضلا عن الأجانب، وهنا الأمور ستكون خارج معيار التوازن، وأعتقد أن تأجيل المواجهات مطلب خاص، وسيحدد معالم الأبطال.