دفعت محاولة تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكربيل وابنته في بريطانيا، وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إلى القول: «إنه في حال إثبات أن هذا الاعتداء كان عملا مباشرا من روسيا، فإن ذلك سيكون انتهاكا واضحا لاتفاقية الأسلحة الكيماوية، وخرقا للقانون الدولي».

ومن بين الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها بريطانيا، تقليل التمثيل الدبلوماسي لها في روسيا، وتخفيض بعثتها في كأس العالم، إلى جانب إمكان مقاطعة اللاعبين للبطولة.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل»، أن بريطانيا من الممكن أن تقاطع كأس العالم، ونقلت «ديلي ميل» عن مصادر مقربة من وزير الخارجية البريطاني قولها، إن جونسون كان يقصد تخفيض التمثيل الدبلوماسي للبعثة الإنجليزية في البطولة، ولم يكن يقصد عدم إرسال اللاعبين إلى روسيا.

ورغم ذلك، قالت موسكو إن «التهديد البريطاني باتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا سيتم الرد عليه». وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن تهديد بريطانيا مقاطعة كأس العالم لكرة القدم 2018، بسبب تسميم جاسوس روسي سابق في إنجلترا، سيلحق الضرر بالعلاقات مع موسكو، وسيؤثر على الرياضة العالمية.

ويعيد الإجراء البريطاني المُحتمل ضد مونديال روسيا، السجالات الساخنة حول الفصل بين الرياضة والسياسة، وضرورة استبدال تسييس الرياضة بترويض السياسة، أي تعميم الروح الرياضية محل أرواح المؤامرات السياسية الشريرة، ويطرح رزمة من الأسئلة والإشكالات، منها التالية: هل تُصلح الرياضة ما تفسده السياسة؟ هل قاد توظيف الرياضة في السياسة الدولية إلى نتائج إيجابية دائما؟ ما حجم الأثر الذي من الممكن أن تلعبه كرة القدم على المستوى السياسي الداخلي والخارجي للدولة؟ كيف يمكن لكرة القدم أن تكون انعكاسا للقيم والنظم الاجتماعية القائمة، والعقيدة التي تحملها الدولة على الساحة الدولية؟ وكيف يمكن أن تكون أداة من أدوات الدبلوماسية الشعبية أو مكونا من مكونات القوة الناعمة؟.

وما دامت كرة القدم الدولية، شأنها كشأن باقي الرياضات الدولية، تتم بمشاركة فرق تحمل ألوان الأعلام السياسية للدول، وتمثل البلد والمنطقة التي تنتمي إليها، فإنه لا مفرّ من تأثيرها وتأثرها بالسياسة. وقد يكون لهذا التأثير والتأثر نتائج إيجابية حينا وسلبية أحيانا.

وقد يكون مفيدا تسخير كرة القدم لمصلحة القضية الفلسطينية ومقاطعة إسرائيل في المحافل الدولية، ومنها «فيفا» على غرار العقوبات الرياضية التي فُرضت على دولة جنوب إفريقيا في عهد التفرقة العنصرية.

وفي نموذج المونديال، يجدر التذكير بأن النسخ العشرين السابقة من بطولات كأس العالم، شهدت فوز ثمانية منتخبات مختلفة باللقب، وسُجل للمنتخب البرازيلي حضوره في كل البطولات، وفوزه بكأس العالم خمس مرات، ويليه المنتخب الإيطالي الذي أحرز كأس العالم أربع مرات، والمنتخب الألماني الذي أحرز كأس العالم أربع مرات أيضا، وفوز كل من المنتخب الأرجنتيني ومنتخب الأوروجواي باللقب مرتين، بينما فازت منتخبات إنجلترا وإسبانيا وفرنسا بلقب البطولة مرة واحدة.

ويلاحظ أن منتخبات الدول التي فازت بكأس العالم عددا من المرات أو مرة واحدة فقط، مختلفة في مكانتها الدولية وقوتها السياسية والاقتصادية أيضا، وكذلك حال الدول التي استضافت نهائيات المونديال. ولم يضف الفوز بالكأس أو الاستضافة كثيرا إلى رصيدها السياسي، ولكن في بعض الحالات حققت بعض الدول المستضيفة و«فيفا» فوائد اقتصادية كبيرة.

ولعل الفائدة المهمة التي تحققت تصب في مصلحة الرياضة وروح اللعب النظيف والمنافسة الشريفة، وتقديم التسلية والمتعة لجمهور الكرة الساحرة.

ويشير سجل المشاركات العربية في كأس العالم لكرة القدم، إلى أنه منذ أول بطولة عالمية لكرة القدم حملت مُسمى «كأس العالم»، استضافتها الأوروجواي عام 1930، وصلت المنتخبات العربيّة التالية: مصر والمغرب وتونس والسعودية والجزائر والكويت والعراق والإمارات العربية.

ويطرح تأهل أربعة منتخبات عربيّة للمرة الأولى منذ انطلاق المسابقة، وهي منتخبات: السعودية ومصر؛ المغرب؛ تونس، إلى مونديال روسيا 2018 فكرة المقاطعة الرياضية الشاملة أو الجزئية على خلفية الحدث السوري، كوسيلة ضغط سياسي قد تكون في منزلة البطاقة الصفراء أو الحمراء المُستخدمتين في المستطيل الأخضر.