عشية نزال السوبر السعودي المصري، والذي دار رحاه في الرياض، قدم الهلال كل شيء في فنون الكرة إلا الخروج بنتيجة إيجابية، رغم الظروف الحرجة التي أحاطت بمدرب الفريق قبل المباراة، حينما أحدث بعض التغييرات في الخارطة، إلا أن ذلك لم يفقد الفريق أسلحته التقليدية التي هزت أركان الخصم، وكان بمقدور سالم الدوسري تسجيل أكثر من هدف أو التجهيز، غير أن هذا اللاعب لم يتخلص من إشكال اللمسة الأخيرة.

أما الفرج فقد أصاب محبيه بمقتل نظير بروده، وكان عموري العلامة الفارقة.

الزمالك اقتنص مرتدتين وسجل الأهم، والهلال لم يستفد من الفرص المتعددة التي تناثرت في صندوق الخصم، وألغى «VAR» هدفا هلاليا في الرمق الأخير بداعي التسلل، غير أن هذه التقنية لم تضبط ركلتي جزاء للهلال، وبشهادة المحللين التحكيميين.

عموما، فاز الزمالك وقدم الهلال واحدة من أجمل المباريات التي خاضها في هذا الموسم، غير أن الحظ العاثر أعادنا بالذاكرة إلى مواجهات «سيدني وأوراوا» آسيويا، وما أشبه الليلة بالبارحة. كانت متعة زرقاء لم تكتمل، ويبدو أن هناك حاجزا بين الهلال والبطولات الخارجية لم يفك شفرته.

وبعد أن فرغ اللاعبون من منافسات السوبر، تغيرت الأجواء صوب تجهيز المنتخب،

وشهدت الخارطة عودة بعض الأسماء المخضرمة، فضلا عن دلوف وجوه واعدة، وكان الأمل في إدراج ظهيري النصر «الغنام والمنصور»، إذ يمثلان قوة لا تقل عن لاعبَي الهلال «الشهراني والبريك»، والأجمل وجود أسماء واعدة في التشكيلة تمثل القاعدة لمستقبل الأخضر، وفي تصوري أن التنافس بين اللاعبين، الرابح الأكبر منه المنتخب، لأن كل عنصر يسعى إلى تأكيد حضوره، وفي سباق دوري الكبار تغيرت ملامح الصدارة والوصافة، في حين بقي الاتحاد وحيدا يئن في المؤخرة، والآمال كبيرة في المدرب الكرواتي «بيليتش» الذي يمثل دور المنقذ، تحديدا في هذه الفترة، وبمقدوره صنع الفارق إذا وجد تفاعلا مع اللاعبين.

واللافت في تنافس الكبار، التراجع المخيف للجارين «الفيصلي والفيحاء» في حين يتصاعد مؤشر الأهلي والنصر، والتعادلات تخيّم على الشباب، وأعتقد أن المواجهات المقبلة حبلى بالمفاجآت، فلعبة الكراسي ستتواصل في القمة والمنطقة الدافئة، وقد يفوق النمر الاتحادي الجريح إذا تكاملت معادلة علاجه.