على عكس المتعارف عليه، اتفق عدد من الأخصائيين الاجتماعيين على أن الطلاق لا يعني الفشل في الحياة الزوجية إنما نجاحا بالنسبة للمتزوجين الذين فقدوا هذه الخاصية، ولكنهم لم يتمكنوا من إكمال هذا المشروع لسبب ما. وفي تقرير نشره موقع «بزنس إنسايدر» الإخباري الأميركي، أكد هال رانكل وهو أخصائي نفسي يستقبل الكثير من حالات الطلاق في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، أن فكرة المجتمعات عن الزواج إيجابية تماما وعلى العكس فهي سلبية عندما يحدث الطلاق. وأضاف: «صمم الزواج بشكل مثالي لمساعدتنا على النمو، فهو يتحدى نقاطك العمياء. الزواج سيكشف عن أنانيتك، وسيعرض لك عدم النضج. وهذا أمر جيد. سيطلب منك باستمرار أن تنمو بطرق لا يمكن توقعها».

الطلاق قرار ناضج يقول رانكل إن ما يحدث في معظم حالات الطلاق هو أن أحد الشريكين أو كليهما يتغيران بشكل كبير، لدرجة أنهما يدركان في النهاية أن زواجهما لا يساعدهما على عيش الحياة التي يريدانها. وأضاف: «اتخاذ قرار ناضج في هذا الاتجاه قد يكون أفضل حل للجميع».

وأكد أن المكابرة لا يمكنها أن تحل مشاكل الزواج وغير عملية حتى لو كان هناك أطفال بين الزوجين، لأن مشروع الزواج قائم على التطور والنمو، وفي حال فشلت كل المحاولات لتطوير هذا المشروع فإن المحافظة على هوية زوجية مزيفة يمكن أن يكون أمرا مزيفا ولا يمت للواقع بصلة ويتعب الطرفين بشكل أكبر.

وتابع: استنادا إلى العديد من المحادثات التي أجريتها مع الأخصائيين النفسيين لهذه القصة، فقد فهمت أنها مقاومة لإمكانية النمو الذي يجعل الزواج والحياة بشكل عام أكثر صعوبة.

أخصائية: الزواج أفضل مختبر للنمو تقول الأخصائية النفسية في نيويورك لورا ماركهام، إن كل صراع هو فرصة»لتنمية النفس«، مشيرة إلى أن معظم الناس لا يتزوجون إلا من أجل النمو. وهذا الأمر بصراحة واحد من أفضل المختبرات للقيام بذلك». بعبارة أخرى، إذا كنت خائفا من تغيير زواجك ولكنك لا تستطيع فإن الأمر سينتهي بأمر تخشاه كثيرا.


لماذا التشهير بالمطلقات


 يحتوي الإنترنت على الكثير من الأطروحات حول كيفية الحصول على الطلاق، وهذا لا يشير بأي حال من الأحوال إلى أنك فشلت في الحب أو في الحياة.

تقول ماري هوكينز في مقال لها نشرته في موقع CafeMom: زواجي لم يفشل. لقد انتهى. هناك فرق كبير بين النهاية والفشل. وقد حان الوقت لأن نبدأ في التعرف على هذا الأمر بدلا من التشهير بالمطلقات إلى الاعتقاد بأنهم «فشلوا» في الحياة بطريقة أو أخرى.

وفي مدونة «Scary Mommy» كتبت إيلا ديفيز: «لم يحدث الفشل في زواجي في اليوم الذي قدمت فيه هذه الأوراق. كان ذلك في الجهد الذي بذلته لتجنب ذلك بأي ثمن». وأضافت:«يبدو أن المعالجين الذين تحدثت إليهم يشيرون إلى تحريف فكرة أن الطلاق لا يشكل فشلا لأنك تختار الخيار لإنهاء المعاناة. فالطلاق هو علاقة كغيرها من العلاقات ويعلمك شيئا في الحياة كما يحدث الأمر تماما عند الانفصال عن شخص عزيز عشت معه لفترة طويلة».


حل مشاكل الزواج يحتاج لطاقة عقلية رهيبة


هناك الكثير من الأزواج يخافون المشاكل المزعجة التي تظهر في زواجهم، ويتجلى ذلك في الانتظار لفترات طويلة جدا من أجل طلب المساعدة. ويقول الأخصائي جون جوتمان - أحد مؤسسي معهد جوتمان- إن أغلب الأزواج ينتظرون ما معدله 6 سنوات منذ ظهور المشاكل الزوجية بينهم حتى يقرروا البحث عن العلاج عند المختصين.

وعلق الأخصائي والمدرب الاجتماعي مايكل مكنولتي على هذه النقطة بالقول: لا أعرف سبب الانتظار على الرغم من أن كثرة المشاكل بين الزوجين يمكن أن تشكل نقطة اللاعودة، فالكثير منهم أثناء مرحلة العلاج يبدون ازدراء شديدا تجاه بعضهم البعض، وكان يجب تلافي ذلك منذ البداية، والغريب أن معظم الأزواج الذين تحدثوا إلي بنوا علاقتهم التي من المفترض أن تكون أبدية - على الحب.


 خلاصة ما توصل إليه المعالجون في مسألة الطلاق


01

 العلاج النفسي والسلوكي بين الأزواج يجب أن يبدأ فور انطلاق شرارة الخلاف


02

الزواج مصمم لمساعدة الناس على النمو والتعرف على الشخصية


03

لا يمكن اعتبار الطلاق وصمة عار سواء للرجل أو المرأة


04

من المهم أن تتبنى التغيير في علاقتك بدلا من الخوف منها


05

الاستمرار في زواج فاشل دونما محاولة لإنجاحه يتحمله الطرفان