أخيراً رست مركب مدرب الأهلي (المستقيل لظروفه العائلية)، ميلوفان رايفتش في قطر بتوقيعه أمس عقدا يتولى بموجبه تدريب العنابي حتى 2014.

أكثر من لقب أطلقه الأهلاويون على المدرب بعد أن فاجأهم بقرار رحيله قبل مباراة الاتحاد الدورية، فمنهم من نعته بالمخادع ومنهم من وصفه بالكاذب ومنهم من ناداه بالهارب، دون أن يشير أي من هؤلاء إلى إدارة النادي أو يحملها جزءا مما حدث.

صحيح أن الأندية القطرية ما تزال تظفر بصيد ثمين من بحر الرياضة السعودية، وتتفنن في كيفية نصب شباكها لنقل البارزين من مدربين ولاعبين في الأندية السعودية إلى الدوحة، ومن بينهم على سبيل المثال تينيريو ودانيال ألفيس وعبدالحق العريف ونشأت أكرم وتفاريس وكماتشو وايلتون(الثلاثي الأخير عاد مجددا إلى السعودية)، ومن المدربين باكيتا وفوساتي ونيبوشا وكوزمين وغيرهم، إلا أنها- أي قطر-، لا تفعل ذلك اعتباطاً وإنما تقدم عليه بعد أن تقف عن قرب على الأسماء الجديدة التي تستقطبها الأندية السعودية لتعيش تجارب واقعية من خلال منافسات محلية وخارجية، ومن ثم تخطف الأصلح وسط غفلة دائمة للأندية السعودية التي ما تزال تظن أنها تحمي حقوقها بـ (الشرط الجزائي) في أي من تعاقداتها.

وقد يحسب ذلك للرياضة السعودية ويعترف من يدينون بفضلها بأنها دائماً في خدمة دول الخليج وأنها دائما ما تسهل مهام الأندية والوكلاء والسماسرة بتوفير سوق عالمية للمدربين واللاعبين وبأسعار مخفضة..

يا هؤلاء .. قرار رايفتش بالرحيل لم يحدث بين عشية وضحاها، وإنما خطط لذلك بمباركة من الأهلاويين أنفسهم، إلا أنهم -أي الأهلاويين-، سعوا إلى تكذيب ذلك من خلال مؤتمر صحفي (هش) لم يقنع حتى من عقدوه وبمن فيهم رايفتش (أحد أطراف التمثيلية) حتى وإن بكى.. فدموعه كانت جزءا من مشهد أكمله أمس في الدوحة حينما قال" الأهلي أصبح من الماضي وكل شيء بيني وبينه انتهى بالتراضي".

بكل ثقة وشجاعة يردد رايفتش ذلك، بينما نطالع نحن هنا تصاريح مختلفة لمسؤولين أهلاويين يؤكدون خلالها مقاضاة المدرب ومطالبتهم له بحقوقهم!.

إدارة الأهلي كانت تعلم بأنها استقدمت مدربا عالميا سيكون مطلب منتخبات وأندية أخرى، لكنها لم تحتط لاستمراره حتى تحقق الأهداف التي من أجلها استعانت به.

لا أدري لماذا يساورني شك في أن هناك حقيقة غائبة في الأمر وتحديداً في بنود العقد مع المدرب!.