اضطر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتر إلى إظهار وجهين مختلفين أمس، وهو يتعامل مع قضايا ذات مساس شديد بالفيفا، ففي وقت أظهر فيه الشدة والحزم وأطلق تحذيرات طالت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وحكومته، كشف عن وجه آخر حمل كل الأسف مقدماً اعتذاره للإنجليز والمكسكيين على الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الحكام بحق المنتخبين.

وكانت معلومات تسربت أمس عبر مصدر برلماني فرنسي أن المدرب السابق للمنتخب الفرنسي لكرة القدم ريمون دومينيك سيتم الاستماع إليه اليوم أمام البرلمان على غرار رئيس الاتحاد المستقيل جان بيار إسكاليت.

وأوضح المصدر أنه سيتم الاستماع إلى دومينيك وإسكاليت أمام لجنة الشؤون الثقافية، مشيراً إلى أن الجلستين ستكونان مفتوحتين أمام وسائل الإعلام.

وستعود الجلسات إلى فشل المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب إفريقيا، وطالب نواب من الحزب الحاكم أيضاً بلجنة تحقيق برلمانية، في وقت استمعت فيه اللجنة أمس لوزيرة الرياضية الفرنسية في ذات الشأن.

وأمام هذه الأنباء وجه بلاتر تحذيراً إلى ساركوزي وباقي رجال السياسة في فرنسا من أي تدخل في شؤون الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وقال "الفيفا سيعاقب أي تدخل سياسي، وكرة القدم الفرنسية يمكنها الاعتماد على الفيفا في حالة وجود أي تدخل حتى وإن كان على مستوى الرئاسة".

وأضاف بلاتر أنه يشعر بالأسى لاستقالة جان بيير إسكاليه من رئاسة الاتحاد الفرنسي.

لكن مناقشة الخروج المهين للمنتخب الفرنسي من المونديال ودراسة جوانبه الرياضية والتأديبية باتت مسألة قومية في الأيام القليلة الماضية، ودعا ساركوزي لاعب المنتخب تييري هنري إلى جلسة للمناقشة في قصر الإليزيه الأسبوع الماضي.

فيما أثارت مطالبات وزيرة الرياضة الفرنسية روزيلين باشيلو لمسؤولي الاتحاد الفرنسي للعبة بالاستقالة انتباه واهتمام مسؤولي الفيفا خاصة أن مبادئ الفيفا تمنع أي تدخل حكومي من أي نوع في شؤون اللعبة.

إلى ذلك قدم بلاتر اعتذاره إلى كل من إنجلترا والمكسيك اللتين كانتا ضحيتي التحكيم في الدور الثاني للمونديال، ملمحاً إلى إمكانية اللجوء إلى الفيديو وتحديداً في ما يتعلق بخط المرمى في الاجتماع المقبل للفيفا الشهر المقبل في كارديف.

وكان الفيفا رفض التعليق على الأخطاء التحكيمية خلال مباراتي إنجلترا وألمانيا وعدم احتساب هدف صحيح للأول، في حين سجل الأرجنتيني كارلوس تيفيز هدفا من تسلل واضح في مرمى المكسيك ممهداً الطريق لفوز منتخبه وبلوغه ربع النهائي.

وقال بلاتر "لقد تقدمت باعتذاري إلى بعثتي الفريقين المعنيين. أتفهم تماماً غضبهم، الإنجليز شكروني، والمكسيكيون حنوا رؤوسهم".

وكشف "من الطبيعي أنه بعد ما شاهدناه، سيكون من السخافة عدم فتح ملف اللجوء إلى التكنولوجيا في يوليو في كارديف" خلال الاجتماعات المقبلة للفيفا يومي 21 و22 من الشهر المقبل مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى الفيديو وتحديداً فيما يتعلق بخط المرمى.

لكنه قال: "أريد أن أكون واضحا في هذه المسألة سنناقش فقط كل ما يتعلق بتكنولوجيا خط المرمى".

وتابع "كرة القدم هي لعبة متواصلة الحركة، وإذا كان هناك فرصة تسجيل هدف، هل بإمكاننا إعطاء الفرصة لمنتخب كي يطالب بالإعادة البطيئة مرة أو مرتين كما هي الحال بالنسبة إلى كرة المضرب، لسنا في حاجة إلى تكنولوجيا في حالة مثل ما حصل مع المكسيك".