في الوقت الذي انتهت فيه أنديتنا من إبرام تعاقداتها مع الأجهزة الفنية لقيادة تدريبات فرقها الموسم الجديد, وقامت هذه الأندية بدفع ملايين الدولارات كمقدم عقود لهؤلاء المدربين, وتعهدت بدفع الرواتب والامتيازات الخاصة لتدليل المدرب طوال فترة تواجدة في المملكة, إلا أن هناك من لا يتوقف عند ظاهرة هروب هؤلاء المدربين, تلك التي تفشت في الأعوام الأخيرة بشكل يدعو للقلق.

السؤال الذي يطارد هذه التعاقدات الجديدة للأندية الـ14 على الأقل ( أندية دوري المحترفين ) , هو ما الذي كان ينقص مدرب فريق الأهلي فارياس (برازيلي) الذي هرب قبل أن يتمم نصف مدة عقده, ووقع للوصل الإماراتي مقابل مليون دولار بعد أن تنازل لإدارة الأهلي عن راتبي الشهرين المتأخرة لديهم.

ولن تكون الحادثة جديدة على دورينا فقد سبق أن سجل حادثة هروب مماثلة لمدرب فريق الاتفاق يوسف الزواوي (تونسي) للدوري الإماراتي قبل أكثر من 3 مواسم ليدرب فريق الشارقة ، وكذلك الحال مع عدد من اللاعبين الذين كان ينوي توقيع عقود احترافية معهم ويأتي في مقدمتهم نجم وفاق سطيف الحاج عيسى .

والمثير في هذه القضية أنه رغم حصول المدربين على الرواتب العالية والامتيازات الحصرية, مثل فارياس الذي وقع للأهلي مقابل 2.5 مليون دولار أمريكي وحصل منها قبل الهروب على مليون دولار حسب المعلومات الصادرة من داخل النادي، وفق ذلك ينال معاملة خاصة بتوفير سيارة له وأخرى خاصة لعائلته بسائق ويتكفل النادي بمصروفاته الخاصة كمربية لأطفاله وعاملة منزل.

ورغم أن فارياس قص شريط الهروب مبكرا الموسم الماضي, إلا أن مدرب الهلال جريتس (بلجيكي) لم يكن بالأفضل, فهو من ترك ملايين اليوروهات والامتيازات الفارهة التي كان يقدمها له الهلال, مثل تسهيل استقدام كلبه "جورج" , ووقع عقدا لتدريب "أسود الأطلسي" منتخب المغرب .

في محاولة لايجاد حل لهذه القضية , أكد المحامي يوسف الغامدي بأن العقود يجب أن تكون ملزمة، وتابع "هناك شرط جزائي ملزم يجب على الطرف غير المتلزم الوفاء به ويبدو لي بأن شرط الشهرين غير كاف في القضاء على هذه الظاهرة, وأعتقد أن زيادة قيمة الشرط الجزائي قد تسهم في حل المعضلة التي قد تتفاقم مستقبلا".

واستدرك: "ذلك يقودنا لاختيار مدربين معروفين وأسماء كبيرة حتى لا يتورط النادي فيما بعد في غنهاء إجراءات التعاقد معهم".

تكرار عملية هروب المدربين والتي تمتد أحياناً للاعبين, يعد جرس إنذار للأندية التي يجب عليها إيجاد آلية لحماية أموالها, وقدرات فرقها الفنية التي تتأثر سلباً بتغيير المدربين في أوقات غير مناسبة.