أثار جناح رياضي لفتاتين فضول زائري معرض شباب الأعمال الذي انطلق أول من أمس بمركز جدة للمنتديات والفعاليات، فقد توقف الجميع أمام الجناح يشدهم الفضول لمعرفة المغزى من إقامة هذا الجناح.

لينا المعينا صاحبة أول فريق كرة سلة نسائي في المملكة استقبلت الغاضبين والفضوليين بابتسامة، وأجابتهم عن أسئلتهم بثقة، مؤكدة أن المعرض يهدف لإلقاء الضوء على أهمية الرياضة النسائية في المملكة.

وردت لينا بروح رياضية على استغراب أحد الزائرين الذي تساءل "ما أهمية الرياضة النسائية، فالفتاة مكانها المنزل وليس مطاردة الكرة" لتقول "نريد من خلال مشروعنا دعم قطاع الرياضة لصالح الشباب والشابات،وجاءت المشاركة بهدف التعرف على الشركات الدعائية والإعلانية لتسليط الضوء على مشروعنا الرياضي، والتعرف أيضا على شركات خاصة لإنشاء موقع خاص بالرياضة النسائية "، وأضافت "نفكر بإنشاء أكاديمية رياضية خاصة بالسيدات لنشر الثقافة الرياضية كونها تعد أكبر مضاد للاكتئاب والضغط والسكري ومكافحة السمنة التي تعاني منها السيدات السعوديات".

وكان عدد من الفتيات الراغبات بالعمل في الإعلام المرئي قد حرصن في الساعات المبكرة الأولى لافتتاح المعرض أمس على مقابلة المسؤولين في عدد من الشركات المتخصصة في تأهيل الشباب والشابات للدخول في المجال الإعلامي وتقديم الدورات التي تساهم في صقل مواهبهن في هذا المجال.

أخذت الشابة نوال عارف المتخرجة من جامعة الملك عبدالعزيز كلية الصيدلة البحث عن شركة قيل لها إنها تساعد الفتيات في تحقيق حلمهن.

تقول نوال لـ"الوطن" أحلم بأن أكون مذيعة تلفزيونية وجئت هنا بعد أن علمت من صديقة أن هناك شركة تقيم دورات تدريبية في هذا المجال.

من جانبها قالت إيناس الحلمي وهي معدة برامج في شركة الحركة الحقيقية، التي ساهمت في إعداد عدد من البرامج التلفزيونية الشهيرة محلياً لصالح عدد من القنوات السعودية، إن عددا من الفتيات تقدمن إلى جناح الشركة للفوز بفرصة العمل مذيعات في التلفزيون، مؤكدة أن الشركة تسعى إلى تحقيق رغباتهن بعد أن يحصلن على دورات في هذا المجال.

وقرب جناح شركة الحركة الحقيقية كان هناك جناح خاص بالتوظيف والغريب في الأمر أن زائريه من الشباب العاطلين عن العمل الذين يرغبون في الحصول على فرصة وظيفية من خلال هذا المعرض.

غير أن صاحب المشروع MMPP TM زين العابدين فلاتة أوضح أن فكرة المشروع لا تقتصر على إيجاد فرصة وظيفية للراغبين في العمل بل تتعدى الأمر إلى المساهمة في مساعدة الشركات العاملة في السعودية في الوصول إلى الموظفين إلى أقصى إمكاناتهم.

بالإضافة إلى أن المركز يساعد مسؤولي التوظيف في الشركات على تعيين الأفراد في الوظائف المناسبة بما يحقق أقصى استفادة بالنسبة لرب العمل والموظف.

وتابع فلاتة: يمكن استخدام نتيجة تقييم عبر برنامج يرمز إليه بـ MAPP خلال زيارة موقع المركز عبر الشبكة العنكبوتية في ترقية الموظفين الحاليين وتحليل فريق العمل والتخطيط للتعاقب والتطوير المهني وبرامج رفع الروح المعنوية والإنتاجية وإعادة تنظيم التدريب وبناء فريق العمل.

وأضاف فلاتة أن برنامج MAPP يساعد الأفراد في الحصول على وظيفة تتناسب مع قدرات طالب العمل والمساعدة على تحديد عوامل التحفيز بحيث يستطيع طالب العمل اختيار المهن والقيام باختبارات حياتية تطابق حوافزه الحقيقية، كما يساعده البرنامج في إنشاء السيرة الذاتية وعملية إجراء المقابلة الشخصية.

كان من الملاحظ أن أكثر الزائرين للمعرض هم ممن يبحثون عن فرص عمل، حيث حرصت مجموعة من الشباب المتخرجين حديثاً من المرحلة الجامعية وآخرون من الثانوية على زيارة الشركات والمؤسسات المشاركة في المعرض بحثا عن وظيفة .

يقول الشاب جلال مندورة، خريج جامعة، إنه قرأ في الصحف عن إقامة المعرض وأبلغ زملاءه العاطلين وحثهم على زيارة المعرض لتقديم أوراقهم وملفاتهم لعلهم يظفرون بوظيفة في إحدى تلك الشركات المشاركة.

لم يقتصر البحث عن وظيفة على الشباب فقط،فالفتيات حرصن على زيارة المعرض بحثا عن وظيفة تتوافق وإمكاناتهن.

تقول دلال منصور إنها جاءت برفقة شقيقتها لزيارة المعرض وتقديم أوراقها في إحدى الشركات المشاركة، خاصة أنه مر على تخرجها من الجامعة أكثر من عام دون أن تحصل على وظيفة رغم أنها تقدمت إلى أكثر من شركة.

أحد المشاريع الغريبة التي لاقت استحسان الحضور، نجاح مجموعة من الشباب السعوديين في إنشاء شركة متخصصة في أجهزة المراقبة، والتخلص من مشكلة النسيان التي يتعرض لها السائقون لمعرفة مكان سيارته، وذلك عبر جهاز "معرف السيارة".

وقال مدير العمليات في شركة سكوير مي، إن الجهاز يمكنه تعقب المركبات ومراقبتها بأقل التكاليف حيث يصل سعر الجهاز والذي يوضع بشكل خفي داخل المركبة بسعر لا يتعدى 1490 ريالا، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير من الآباء للحصول على الجهاز لمعرفة السرعة التي يقود بها الأبناء.

في حين فضلت مجموعة من سيدات أعمال المستقبل زيارة جناح"البنك السعودي للتسليف والادخار" بالحصول على اشتراطات القروض الخاصة بالمشاريع المهنية.

ولوحظ أن أكثر الفتيات اهتممن بإنشاء مشروع حضانة الأطفال، كونها الأقرب إلى مهنة المرأة وسهولة تعاملها مع الأطفال، فقد ذكرت نور محمد مسؤولة الجناح، أن فتيات كثيرات حرصن على معرفة الاشتراطات المناسبة للحصول على قرض بهذا الخصوص.

في المقابل حضرت أول شركة إنتاج تؤسسها سعوديتان لصناعة الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية في المعرض وقالت دانيا نصيف إن المشوار بدا بحلم وفي عام 2006 قمنا بتأسيس شركة الإنتاج لتكون أول شركة تؤسسها سيدتان سعوديتان لصناعة الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية، يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية.

وكشفت نصيف أن العمل جار حالياً على إنشاء فيلم وثائقي يتحدث عن جدة القديمة وثان يتحدث عن الحج و آخر وثائقي.

وأضافت بدأنا إنتاج برامج متعددة والعمل مع شركات عالمية مثل شركة IMAX و BBC وقناة Travel Channel وأثمر كفاح المرحلة الأولى بالمساهمة في إنتاج إحدى حلقات برنامج “No reservations" برفقة الشيف Anthony Bourdain الذي حظي بمشاهدة أكثر من 123 مليون مشاهد حول العالم.