لم يعد مفاجئا أن تصدمك صور يطغى فيها لون الدم الأحمر القاني على ما سواه على الرغم من أن الخلفية هي ملعب لمباراة كرة قدم.

وتبدو هذه الصور انعكاسا طبيعيا لانتشار ثقافة العنف في كرة القدم.. وهو انتشار يرفض قيود الموطن المحدد أو الجغرافية واضحة الملامح والحدود، حيث ينتقل من مكان إلى آخر مثل الوباء... فبالأمس القريب سقط نحو 14 مصابا في أحداث عنف في مباراة إيطاليا وصربيا في 12 أكتوبر 2010 ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة.. وقبلها بنحو تسعة أيام فقط سقط رجلا أمن مصريين مثخنين بالجراح في مباراة الترجي التونسي والأهلي المصري لحساب ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا في استاد القاهرة بعدما اعتدت جماهير الترجي على 13 رجل أمن مصري كانوا يواكبون المباراة في مهمة رسمية.

ولم يقتصر الأمر على عنف مصاحب لمواجهات فرق تنتمي إلى دول مختلفة، بل امتد حتى إلى جماهير ذات البلد تبعا لاختلاف الميول، ووصل إلى أروقة المحاكم، والبرلمانات، ومقار الحكومات.. كما زاد الأمر ليصل حدود العنف اللفظي الذي وصل إلى مستوى تلويح شخصية رياضية اعتبارية سعودية بأنه كان سيذبح ابنه لو كان ميول هذا الابن للنادي المنافس.

ويرى كثير من المراقبين أن ما تشهده الساحة الرياضية المحلية من تعصب، ومهاترات كلامية، وشد وجذب يرسل إشارات تنذر بالخطر وتهدد بالتصعيد ليصل مرحلة العنف الجسدي والاعتداءات المتبادلة إذا لم يتم الانتباه له، ولم يراع فيه ضروة التعامل الواعي الذي يعيد الرياضة إلى إطارها اللازم بدل أن تتحول إلى ساحات للمعارك.

ويرى أستاذ علم النفس الرياضي الدكتور صلاح السقا أن تحول الرياضة نحو العنف كان انعكاسا لتحول مفهومها وانحصاره فقط في الفوز والخسارة، وتصوير الفائز على أنه البطل دون اكتراث بالجهد الذي يبذله الخاسر، كما ساد فيها مفهوم أن "الرياضة باتت بديلة للحروب بين الشعوب، وبالتالي ألغيت كل القيم التي تحملها".




 


وضع مدرب المنتخب الإيطالي تشيزاري برانديللي الملح على الجرح، وهو يؤكد أن ثقافة العنف انتشرت في كرة القدم..

وبعيداً عن التأطير الذي حاول برانديللي رسمه، لم يعد غريباً أن تمتزج رائحة الدم بالمباريات الرياضية.. ولم يعد مفاجئاً أن تصدمك تلك الصور التي يطغى اللون الأحمر القاني فيها على ماسواه.. ولم يعد للعنف في الرياضة موطن أو جغرافية واضحة الملامح والحدود كما كان الحال منذ سنوات حينما ارتبط على الغالب بجماهير كرة القدم الإنجليزية "الهوليجانز"، بل تراه يتنقل من مكان إلى آخر مثل وباء... فبالأمس القريب سقط نحو 14 مصاباً في أحداث عنف في مباراة إيطاليا وصربيا في 12 أكتوبر 2010 ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة.. وقبلها بنحو تسعة أيام فقط سقط رجلا أمن مصريين مضرجين بالجراح في مباراة الترجي التونسي والأهلي المصري لحساب ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا في إستاد القاهرة، بعدما اعتدت جماهير الترجي على 13 رجل أمن مصري كانوا يواكبون المباراة في مهمة رسمية.

ولم يقتصر الأمر على عنف مصاحب لمواجهات فرق تنتمي إلى دول مختلفة، بل امتد حتى إلى جماهير ذات البلد تبعاً لاختلاف الميول، ووصل إلى أروقة المحاكم، والبرلمانات، ومقار الحكومات..

كما لم يقتصر كذلك على عنف المدرجات والشوارع المحيطة بالملاعب، ولم يبق حكراً على لعبة دون أخرى، بل وصل الميادين الرياضية ذاتها حيث بات أداء اللاعبين في المباريات ميالاً للعنف الذي يصل حد الإيذاء أحياناً، ويقضي على مستقبل المنافس في مرات ليست قليلة، وزاد الأمر ليصل حدود العنف اللفظي الذي وصل إلى مستوى تلويح شخصية رياضية اعتبارية سعودية أنه كان سيذبح ابنه لو كانت ميول هذا الابن للنادي المنافس.

يرى كثير من المراقبين أن ما تشهده الساحة الرياضية المحلية من تعصب، ومن مهاترات كلامية، ومن شد وجذب ترسل إشارات تنذر بالخطر وتهدد بالتصاعد لتصل مرحلة العنف الجسدي والاعتداءات المتبادلة إذا لم يتم الانتباه لها، ولم تراع فيها ضروة التعامل الواعي الذي يعيد الرياضة إلى إطارها اللازم بدل أن تتحول ساحات للمعارك.


قصة التحول

ويرى أستاذ علم النفس الرياضي الدكتور صلاح السقا أن تحول الرياضة نحو العنف كان انعكاساً لتحول مفهومها والتخلي عن مبادئها المعروفة وانحصارها فقط في الفوز والخسارة.

ويقول السقا "بدأ التركيز في الرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص على المنافسات والاستثمار، وهناك أموالا طائلة تدفع وتستثمر فيها، ويريد داعفو هذه الأموال عوائد لما يقدمونه، ومن ضمن هذه العوائد الفوز وتحقيق البطولات".

ويتابع "إذا لم تقنن المنافسات، وإذا لم يكن هناك منهج لجهة الانضباط وتطبيق القانون، تتفشى رغبة الفوز بأي ثمن، ويصبح العنف جزءا من الأسلحة التي تستخدمها الأندية لتحقيقه، ولذلك بتنا نرى مظاهر للعنف اللفظي خارج الميدان وعبر وسائل الإعلام، وعنفا بدنيا داخل الميدان، وباتت التحليلات الإعلامية تركز على أن الفائز هو البطل، وهو الذي تفوق، وهو الذي أخرس الجميع، فيما لايحسب للخاسر أي شيء، ولم يعد للجهد المبذول أثناء المنافسة أي تقدير، وصرنا نقيم النتائج وحدها ولذلك تتفشى الانفعالات غير المبررة، ويسري الإحساس بالخسارة على المستوى الشخصي وليس مستوى المنافسة، وهذا بحد ذاته تحول خطير".

وركز الدكتور السقا على أن تحول الرياضة لتكون متنفساً لأوضاع سياسية أو اقتصادية متردية يعد بحد ذاته أمراً خطيراً، مشيراً إلى أن "الوضع السياسي والاقتصادي يؤثران على انفعالات الناس.. والمتفرجون يأتون إلى الملعب متصورين أنه سيكون متنفساً لهم عن الضغوط التي يتعرضون لها، وهذا مفهوم خاطيء، لأن الرياضة ليست بديلاً للحروب بين الشعوب كما يحلو للبعض أن يصورها، ولو كانت بديلاً للحروب والعنف فهذا يعني إلغاء القيم التي تحملها.. وللأسف سادت في الآونة الأخيرة أفكار كرست مفاهيم عامة تشير إلى أن تفوق هذا الفريق على الآخر في الرياضة هو تفوق لهذا الشعب على ذاك، وهذا انحراف عن مبادىء الرياضة التي تبقى مكاناً لإطهار الإبداع، ولإظهار الجهد المبذول، وهذا هو مفهومها وتقييمها الحقيقي".

وعن المسؤولين عن هذا الانحراف في مبادىء الرياضة، يقول السقا "هناك مفاهيم خاطئة تعزز من قبل قياديين في الرياضة وفي الأندية، على الرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ينادي باللعب النظيف حتى يعيد الرياضة وكرة القدم خصوصاً وسيلة للتقارب بين الشعوب، صحيح أن فيها جدية وتنافس، لكنها في نهاية المطاف تبقى لعبة". ويجنح السقا لتلخيص وجهة نظره بالتأكيد على أن "المفاهيم الخاطئة هي المسؤولة عن انتشار العنف في الرياضة، والإجابة السليمة عن السؤال التالي هي الحل: هل الرياضة وسيلة لإطهار الإبداع والترفيه، أم تكريس للتفوق والفوز وإلغاء الآخر؟".

وحول مظاهر العنف في الرياضة المحلية هنا في المملكة، يقول السقا "التعصب هنا واضح، لكن الأمور لم تصل حد التناحر، هناك مهاترات بين رؤوساء الأندية، ومهاترات أخرى بين الإعلاميين.. وهناك فئات تتمنى خسارة فريق لاتناصره حتى وهو يمثل المملكة خارجياً، وهذه مشاكل لابد من التعامل معها، ولابد من اتباع ما يلزم لإعادة الرياضة إلى مفهومها المنطقي والمقبول قبل الوقوع في المحظور".


تعميم الظاهرة

ويؤكد رئيس لجنة الإعلام والإحصاء في الاتحاد السعودي لكرة القدم الزميل أحمد صادق دياب أن هذه الظاهرة ليس لها موطن واحد، وليست حكراً على بيئة خاصة، ويقول "من المهم جداً عندما نتحدث عن هذه القضية الحيوية في كرة القدم على وجه الخصوص أن نشير وبكل وضوح إلى أن عمليات العنف في الملاعب الرياضية ليست حكراً على مجتمع دون غيره أو على بيئة معينة دون غيرها".

ويضيف متطرقاً إلى الأسباب "يبدو لي أن زيادة العنف في الملاعب الرياضية وحسب الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم مرتبطة ارتباطاً مباشراً بمكانة كرة القدم في الحياة المعاصرة، و بقدرتها على صناعة الفرق بين النجاح والفشل، وبين الانتصار والهزيمة، وبين الفخر والإنكسار، وبين التفوق والإحباط، باختصار أكبر يمكن أن نقول إنها أصبحت شعاراً وطنياً في محيطه الكبير يضم الدولة سواء عن طريق المنتخبات الوطنية أو الأندية المشاركة خارجياً، وشعاراً داخلياً من الانتماء إلى الفرق المحلية..

وشخصياً أعتقد أنه يمكن حصر مسببات العنف في الملاعب الرياضية في العوامل التالية:

ـ الشحن النفسي السلبي المصاحب للمباريات التنافسية..

ـ الشحن الإعلامي المبالغ فيه لضرورة تحقيق الانتصار وأن المسألة حياة أو موت أو أن تكون أو لا تكون..

ـ خروج كرة القدم من منظومة الرياضة للجميع، إلى حقل التنافس المبني على الميكافيلية في اللعبة.

ـ الحرص على أن الاحتراف هو أساس اللعبة، وتحجيم أعداد المشاركين القادرين على التفوق الأقصى في اللعبة.

ـ تحول كرة القدم إلى صناعة، تعتمد في نجاحها على الفوز، الذي يمكن أن يحقق الأرباح وهي الهدف الرئيس في منظومة الصناعة.

ـ بناء اللاعب على أسس تعتمد على تحقيق الفوز والفوز فقط..".

ويرفض دياب أن يحصر الظاهرة فقط بالأسباب التي ذكرها سابقاً، ويشير إلى أنه من "الطبيعي أن يكون هناك عدد أكبر من المسببات التي لا يمكن حصرها أو تحديد ماهيتها، ولكن وللدلالة فقط، لو تابعنا مباراة غانا أمام الباراوجواي في دور الثمانية في كأس العالم الأخيرة و شاهدنا اللاعب سواريز يخرج الكرة من مرماه بيده، و يمنع هدفاً كان كافياً للمنتخب الأفريقي للوصول إلى دور الأربعة، ليتحول اللاعب بعدها إلى بطل في نظر كثيرين، وإلى بطل قومي في أنظار الأوروجويانيين على الرغم من طرده في المباراة، وعلى الرغم من أن ما قام به خالف قواعد اللعبة والأخلاق المتبعة، وهذا في حد ذاته نوع من العنف الأخلاقي الذي قوبل بالاستحسان من قبل كثيرين، وهي معادلة غامضة لا يمكن قبولها أو التفاعل معها لأنها الوسيلة أو القطار الذي يحمل المؤن والعدد للعنف البدني، الذي نحاول ألا يلتصق بجسد كرة القدم".

وعن الحلول التي يرى أنها قد تقود إلى تخطي هذه الظاهرة، يقول "الحلول من وجهة نظري تكمن في تغيير السياسة في تربية النشء من خلال النظر إلى كرة القدم، وكذلك في تطوير عمليات الهواية والاهتمام بها بعيداً عن الصناعة الكروية، وأن ننتج جيلاً جديداً من الإعلام الرياضي قادراً على التفاعل مع الأحداث الرياضية دون تعصب أو تشنج".


مسؤولية الاحتقان

وحمل رئيس النادي المصري كامل أبوعلي، الإعلام مسؤولية الاحتقان الجماهيري خاصة في الأقاليم التي تعتبره منحازاً دائماً لقطبي الرياضة الأهلي والزمالك فقط، منتقداً بشدة البرامج التي تقدم في القنوات الفضائية الرياضية وتخرج عن الهدف الأساسي لها في نشر الرياضة وبث الروح الرياضية بين الجماهير، وقال "هناك بعض البرامج التي تساعد على الفوضى"، مؤكداً ضرورة وقفها.


وتابع أبو علي "نرى قناة فضائية تحتفل بفوز فريق على آخر من خلال عرض لقطات من المباراة مصحوبة بأغان مستفزة، وهو الأمر الذي يثير حفيظة جماهير النادي الخاسر، التي تحاول الانتقام لناديها".

يذكر أن الملاعب المصرية عرفت ظاهرة الإلتراس بعد استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية العام 2006، عن طريق جماهير النادي الأهلي، وأصاب ظهور الرابطة للمرة الأولى دهشة وإعجاب الجميع خاصة وسائل الإعلام، من خلال الزى الموحد، والأغاني والهتافات الحماسية الراقية لفريقها طوال الوقت بغض النظر عن النتيجة، وانتقلت دعوى الالتراس إلى بقية الأندية لاسيما الشعبية، وظهرت روابط مماثلة في الأندية ذات الجماهيرية الكبرى مثل الزمالك والاسماعيلي والمصري والبورسعيدي والاتحاد السكندري، ولكن سرعان ما انحرفت كل هذه الروابط عن الطريق الصحيح، وسلكت طريق الشغب، وكانت البداية بفاجعة قيام إلتراس الأهلي بحرق مشجع زملكاوي على هامش إحدى مباريات كرة السلة بين الناديين، وكانت تلك الحادثة هي الطلقة والحلقة الأولى في مسلسل العنف الجماهيري، وتبعتها عده حلقات سوداء منها قيام جماهير الأهلي أيضا باقتحام أبواب مقر نادي الزمالك من خلال تحطيم أبوابه لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريقي الشباب، قبل أن ترد جماهير الزمالك باجتياح وحرق مقر النادي الأهلي.

ولا تمر مباراة تجمع بين الغريمين الأهلي والإسماعيلي سواء في القاهرة أو الإسماعيلية من دون وقوع أحداث شغب دامية، حتى إن الأمر كان مجالا للسخرية والتهكم من جانب الصحافة الإسرائيلية، وتحديداً عندما التقى الأهلي والإسماعيلي على ملعب الأخير قبل عامين أثناء عاصفة اجتياح إسرائيل لغزة، وحملت جماهير الناديين أعلام فلسطين، لكنها مع بدء المباراة تبادلت حرب (الألعاب النارية) في معركة حامية الوطيس ألقي على أثرها القبض على عدد من المشاغبين، وخرجت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وقتها بعنوان ضخم على صدر صفحتها الأولى "المصريون حملوا أعلام فلسطين وأحرقوا الإسماعيلية " .


تحذير وبطالة

وكان الإعلامي المصري أحمد شوبير أول من حذر من العواقب الوخيمة التي ستحدث في الملاعب المصرية من جراء تزايد نفوذ وجبروت أعضاء روابط الإلتراس بعدما فجر قضية تناول عدد من أعضاء هذه الروابط لمواد مخدرة أثناء تواجدهم في المدرجات، وهو الأمر الذي أدخله في صدام عنيف مع تلك الروابط بما فيها رابطة إلتراس ناديه الأهلي، وهو الصدام الذي وصل حد تلقي شوبير تهديدات بالقتل هو وأفراد أسرته من خلال رسائل صريحة وصلته إلى حيث مقر إقامته، مما جعله بحكم كونه عضواً برلمانياً تحت حراسة أمنيه مشدده لفترات طويلة.

وقبلها اقتحم إلتراس الأهلي منزل رئيس نادي الزمالك السابق مرتضى منصور – وقت أن كان رئيساً للنادي – وأصابوا ابنته على خلفية اتهام منصور لهم بالبلطجة.

وأكد خبراء علم النفس والمجتمع في مصر أن ظاهرة الإلتراس هي نتاج البطالة، مشيرين إلى أن الشباب العاطل في مصر بات مهيئاً للانضمام لأية تجمعات أو جماعات، وأكد خبير علم النفس الدكتور إبراهيم العدوي أن غالبية المتظاهرين في أي مناسبة وحدث سواء كان سياسيا أو رياضيا من الشباب دون العشرين وغالباً ما يكون هؤلاء مجرد أدوات في معارك وحروب لا يعرفون عنها شيئاَ، بل إن غالبيتهم يتطوع بالخروج في مظاهرات دون توجيه دعوة له، ولمجرد تفريغ ما بداخله من كبت نتيجة البطالة، والفراغ الاجتماعي.


مشارب متباينة

ويرى رئيس اللجنة الأولمبية السورية اللواء موفق جمعة أن تفشي هذه الظاهرة يعود إلى أن كل مشاغب أو خارج عن النص يحمل في داخله طاقة مكبوتة ومشكلة ما يفجرها في الملعب حيث يطلق العنان لانفعالاته كي تخرج ويثير من حوله من القابلين للاستثارة فعلاً مع أول فعل تحريضي.

ويرى جمعة أن علاج هذه الظاهرة قد يكون صعباً، وقال "حينما تستحضر آلاف الجماهير في ملعب كروي، ولكل منهم مذاقه وشخصيته ومشاعره وانفعالاته واتجاهاته الرياضية والسياسية والاجتماعية مما قد يضيق النادي باحتوائها وحتى روابط المشجعين، فعليك أن تتوقع كل شيء، ومع ذلك يبقى هناك دور مؤثر لبعض النافذين بين هؤلاء الجماهير حيث يقومون بدور القائد لهم والموجه، ويمكن تسخير هؤلاء للأفعال الإيجابية إذا تم تجنيدهم بشكل أو بآخر لخدمة النادي إيجاباً وبشكل سري، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي يجب أن يقوم بها القائمون على حفظ النظام في الملاعب بعد أن يتم تأهيلهم لهذه المهام بعناية تامة وعلمية قائمة على أسس صحيحة".


تعبير عفوي

وعلى الرغم من المخاطر التي يعكسها العنف يرى الحكم السوري الدولي السابق، عضو لجنة الحكام الرئيسة في الاتحاد السوري لكرة القدم محمود عباس أن "العنف تعبير عفوي غريزي، وردة فعل سلبية إزاء النتائج المتواضعة والخسائر المتلاحقة والإحباطات المتكررة، ونتيجة لفقدان اللاعبين والمشجعين السيطرة والتحكم في ردود أفعالهم".

ويرى عباس أن الإنسان بفطرته يميل إلى العنف إذا ما تعرض للظلم أو القهر أو الخسارة، ويقول "مرد ذلك إلى ضعف الثقافة وعدم الاستعداد لتقبل الخسارة كما يتقبل الفوز، ويلجأ البعض للعنف والشدة للتنفيس عن مشاعر عدوانية يجد الرياضة مسرحاً مقبولاً لها، كما أن الظلم الذي يقع على الأندية وجماهيرها من بعض الحكام مثلاً، خصوصاً في حال التكرار عن غير قصد أو بقصد يؤجج هذه الظاهرة ويبرزها، وغالباً ما يكون اليافعون أدوات لها سواء كانوا منظمين أو يتصرفون بشكل عشوائي لضعف ثقافتهم الرياضية وتدني وعيهم الاجتماعي وبحثهم عن الفوز فقط والانجرار وراء حركات أو تصرفات غير مسؤولة من بعض اللاعبين أو الإداريين".

وتابع "يلعب الإعلام والإعلاميون دوراً سلبياً في رفع وتيرة الاستثارة والحماسة غير المبررة بين الفرق والجماهير، فتصبح ظاهرة العنف منظمة وتصل حد إيقاع الضرر بالمشجعين أنفسهم، ومن أجل التخلص والتخفيف من ضررها لابد من دور واع وإيجابي وفاعل للإعلام الرياضي الحضاري الذي عليه أن يعزز ثقافة الفوز والخسارة والروح الرياضية السمحة بين الجماهير والرياضيين، وكذلك لعب دور واع في التحكم بردود الأفعال والسيطرة عليها من خلال حملات توعية تنبذ العنف إضافة الى ضرورة وجود دور إيجابي تلعبه روابط المشجعين وبعض اللاعبين والمدربين والإداريين المؤثرين، كما لابد من التصدي لقمع الظاهرة بشكل علمي ومتفهم من قبل أجهزة الأمن في الملاعب، بحيث يتم التركيز على مثيري العنف، وتسليط الضوء عليهم ومعاقبتهم ومنعهم من دخول الملاعب، ولابد من توعية الحكام للابتعاد عن الميول أثناء التحكيم وتأمين عنصر الحياد، وتعزيز شعار اللعب النظيف وتخصيص جوائز للأندية والفرق واللاعبين والجماهير التي تتحلى بالأخلاق الرياضية بما يؤمن السعي إلى اجتثاث هذه الظاهرة".


ضريبة الشعبية

ويرى رئيس لجنة المدربين في اتحاد كرة القدم السوري تركي ياسين أن تركز العنف في مباريات كرة القدم بشكل يفوق بقية الرياضات يبدو طبيعياً بالنظر إلى أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى، وبالتالي فهي تدفع ضريبة الشهرة والشعبية، ويقول "يتعاطى الجميع مع كرة القدم، ويتفشى التعصب فيها بشكل يقود في مراحل تالية إلى الشغب والعنف، ومصيبة هذه اللعبة أن جماهيرها تدعي في الغالب أنها تفقه بقانون وأسرار اللعبة أفضل من أي حكم أو مدرب، وتتساوى الجماهير بمختلف مشاربها الثقافية والاجتماعية والعلمية والرياضية مع بعضها على المدرجات، وتأتي ردود الأفعال أحياناً كثيرة لاشعورية حيال ما يجري داخل المستطيل الأخضر متفاعلة ومنفعلة مع الحدث مما يتسبب في بعض الأحيان بأشياء لاتحمد عقباها".

وحول المسؤولية عن تفشي العنف، يقول "المسؤولية مشتركة، وضبط العنف يقع في الدرجة الأولى على قيادات الاتحادات الرياضية المطالب بتوعية وتثقيف الحكام ومتابعتهم، وعلى عاتق الأندية المسؤولية عن توعية لاعبيها ومشجعيها وتثقيفهم بشكل جيد بما يمنع خروجهم عن النص لأن الشرارة الأولى تأتي من اللاعب، والجمهور يراقب ويتفاعل بردة فعل مع مايراه، لذا فإن المهمة الكبرى ملقاة على عاتق اللاعب والحكم لضبط النفس والتصرفات، وهناك دور مهم لمسؤول الأمن في الملعب بحسن التعامل مع الجمهور وخاصة في اللحظات العصيبة، إذ يجب أن يكون هناك أمن خاص للملاعب مدرب بشكل جيد ويتصرف بوعي ومسؤولية حتى لايقود إلى تفاقم الشغب وتحوله إلى عنف كارثي، وذلك باتباع منهج الاحتواء الفوري حتى لا يمتد مثل النار في الهشيم على المدرجات وخارجها، كما يتحمل الإعلام الرياضي مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، فهو صمام الأمان في هذا الجانب، وحينما يتعامل بمسؤولية يستطيع أن يقضي على كل مظاهر العنف، أما حينما يتخلى عن دوره فيمكن أن يضرم النيران التي تصل إلى ما لا تحمد عقباه ولعل أحداث مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا 2010 تؤكد الأثر السلبي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في التأجيج والتجييش".


 




تسخير النافذين يحفظ النظام


يرى رئيس اللجنة الأولمبية السورية اللواء موفق جمعة أن تفشي هذه الظاهرة يعود إلى أن كل مشاغب أو خارج عن النص يحمل في داخله طاقة مكبوتة ومشكلة ما يفجرها في الملعب حيث يطلق العنان لانفعالاته كي تخرج ويثير من حوله من القابلين للاستثارة فعلاً مع أول فعل تحريضي.

ويرى جمعة أن علاج هذه الظاهرة قد يكون صعباً، وقال "حينما تستحضر آلاف الجماهير في ملعب كروي، ولكل منهم مذاقه وشخصيته ومشاعره وانفعالاته واتجاهاته الرياضية والسياسية والاجتماعية مما قد يضيق النادي باحتوائها وحتى روابط المشجعين، فعليك أن تتوقع كل شيء، ومع ذلك يبقى هناك دور مؤثر لبعض النافذين بين هؤلاء الجماهير حيث يقومون بدور القائد لهم والموجه.

ويمكن تسخير هؤلاء للأفعال الإيجابية إذا تم تجنيدهم بشكل أو بآخر لخدمة النادي إيجاباً وبشكل سري، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي يجب أن يقوم بها القائمون على حفظ النظام في الملاعب بعد أن يتم تأهيلهم لهذه المهام بعناية تامة وعلمية قائمة على أسس صحيحة".




 


مخالفات الجماهير في لائحة العقوبات السعودية

تتضمن لائحة العقوبات المعتمدة من الرئيس العالم لرعاية الشباب بقراره رقم 2092/م ر الصادر بتاريخ 13 شعبان 1431، وفي مادتها رقم 16 التي جاءت تحت عنوان مخالفات الجماهير ما يلي:

عندما تقوم جماهير النادي بأي مخالفة داخل الملعب أو خارجه قبل أو أثناء أو بعد المباريات الرسمية والودية تجاه أي من المذكورين في المادة (4) من هذه اللائحة أو مسؤولي أو منسوبي الاتحاد المتعاونين معه، يعاقب النادي وفق كل حالة بحسب الدرجة والفئة السنية بالعقوبات التالية:

16 /1: توجيه ألفاظ بذيئة أو نابية يعاقب النادي بغرامة مالية 20 ألف ريال لأندية الدرجة الممتازة، و10 آلاف لأندية الدرجة الأولى و5 آلاف ريال لأندية الثانية وألفي ريال لأندية الدرجة الثالثة ودرجتي الشباب والناشئين.

16 /2: القذف بأي أداة يعاقب النادي بغرامة 30 ألف لأندية الدرجة الممتازة و15 ألف ريال لأندية الأولى و7500 ريال لأندية الثانية و3 آلاف لأندية الثالثة ودرجتي الشباب والناشئين.

16 /3: إشهار أعلام أو لافتات تحمل شعارات عنصرية أو مسيئة أو القيام بلفظ أو سلوك عنصري يعاقب النادي بغرامة مالية قدرها 60 ألف ريال لأندية الدرجة الممتازة، و30 ألف ريال للأولى و15 ألف للثانية و6 آلاف للثالثة ودرجتي الشباب والناشئين.

16 /4: وقوع أي اعتداء يعاقب النادي بغرامة مالية 60 ألف ريال لأندية الدرجة الممتازة و30 ألف للأولى و15 ألف للثانية و6 آلاف للثالثة ودرجتي الشباب والناشئين.

المادة 17: عند قيام جماهير النادي باستخدام ألفاظ بذيئة ونابية أو قذف بأي أداة أو إشهار أعلام ولافتات تحمل شعارات عنصرية أو مسيئة أو القيام بألفاظ عنصرية أو وقوع اعتداء تجاه أي من المذكورين في المادة (4) من هذه اللائحة أو مسؤولي ومنسوبي الاتحاد المتعاونين معه يؤدي ذلك إلى حدوث شغب جماهيري ينتج عنه أضرار في الأشخاص وتلفيات في الممتلكات يعاقب النادي وفق كل حالة بحسب الدرجة والفئة السنية بالعقوبات التالية:

17 /1: المخالفة في المرة الأولى يعاقب النادي بغرامة مالية قدرها 100 ألف ريال لأندية الدرجة الممتازة، و50 ألف ريال لأندية الدرجة الأولى، و25 ألف ريال لأندية الدرجة الثانية، و10 آلاف ريال لأندية الدرجة الثالثة ودرجتي الشباب والناشئين.

17 /2: المخالفة للمرة الثانية تتضاعف الغرامة المالية.

17 /3: المخالفة للمرة الثالثة تتضاعف الغرامة المالية الثانية مع إقامة أول مباراة للنادي المخالف على أرضه بدون جمهور.

17 /4: عند تكرار المخالفة بعد ذلك تتضاعف الغرامة المالية الثانية والمباريات المقامة للنادي المخالف على أرضه بدون جمهور.

17 /5: تحدد نسبة 30% من مجموع عدد مقاعد الجماهير في الملعب لجمهور النادي غير المخالف، ويتم وضع الضوابط التي تحدد عدد الجماهير المسموح لها بدخول الملعب لكل مباراة وأماكن جلوسهم من قبل الجهة المنظمة.

17 /6: يلتزم النادي بدفع كافة المصروفات المستحقة عن إقامة المباراة بدون جمهور بالإضافة إلى أي مصاريف أو التزامات أخرى مترتبة على المخالفات وفق ما تقرره الجهة المنظمة.

المادة 4: تطبق هذه اللائحة على كل من:

4 /1: الأندية.

4 /2: المنتسبين للأندية من الرؤساء والأعضاء والإداريين والفنيين والعاملين.

4 /3: اللاعبين.

4/4: حكام المباريات والمقيمين والمراقبين.

4 /5: جمهور المباريات في الملعب.

4 /6: أي فئات أو أشخاص آخرين ترى اللجنة خضوعهم لأحكام هذه اللائحة.


غياب الجزاء الرادع يغري بالخروج عن النص


غير بعيد عن المملكة، وبعد أن استشرى الخطر، وانكوى الجميع بنار شغب روابط جماهير الأندية المصرية المعروفة باسم "الالتراس"، طالبت لجنة الشباب والرياضة في البرلمان - مجلس الشعب المصري - بسرعة التصدي لتلك الظاهرة المجنونة من خلال استصدار قانون خاص لمواجهة الشغب الجماهيري الذي تحول إلى جحيم يهدد بحرق المجتمع المصري، خاصة بعد أن انتقلت حروب ونيران تلك الروابط من داخل الملاعب إلى الشوارع.

وأكد رئيس لجنة الشباب في البرلمان المصري الدكتور نبيه العلقامي، خلال اجتماع اللجنة الأخير الذي ناقش ظاهرة العنف والتطرف في المجال الرياضي، أن هذه الظاهرة تحولت إلى كيان متربص بكل شيء، ويتصور المتورطون بها أن ما يفعلونه من ممارسات يعود عليهم بالنفع ما دامت أفعالهم رائجة وتحقق صدى فى المجتمع.

وكانت لجنة الشباب بالبرلمان عقدت اجتماعاً طارئاً على خلفية أحداث الشغب الدامية التى قامت بها رابطة جماهير الأهلي "الالتراس"، ورابطة جماهير الزمالك المعروفة باسم "الوايت نايتس" على هامش مباراة كرة يد جمعت الأهلي والزمالك داخل الصالة المغطاة بمقر النادي الأهلي بالجزيرة، وشهدت واقعة هي الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة المصرية باجتياح جماهير الزمالك مقر النادي الأهلي باستخدام الألعاب النارية، بعد أن نظمت الرابطة مسيرة غاضبة من مقر ناديها في ميت عقبة إلى حيث مقر النادي الأهلي، وهي المسيرة التى أصابت العاصمة المصرية القاهرة بالشلل المروري التام إضافة إلى ترويع المواطنين.

وأرجع المحامي العام السابق رجاء العربي استفحال ظاهرة الشغب والعنف بين الجماهير الرياضية لعدم وجود جزاء رادع، مؤكداً أن الحل الأمثل هو وضع قانون مستقل خاص بما يحدث فى المباريات الرياضية أو وضع مواد جديدة في قانون العقوبات تردع المشاغبين في الملاعب سواء كانوا مصريين أو أجانب.. في إشارة إلى حادثة اعتداءات جماهير فريق الترجي التونسي على الأمن المصري داخل إستاد القاهرة الدولي على هامش مباراة فريقهم أمام الأهلي في ذهاب نصف نهائي بطولة دوري الأبطال الأفريقي الحالية لكرة القدم.. وهو الطلب الذي لاقى تأييداً كبيراً من جانب أعضاء البرلمان ومسئولي الرياضة في مصر.

وتناول رئيس اتحاد كرة اليد المصري المحاسب هادي فهمي، الشغب الجماهيري الذي سبق مباراة كرة اليد بين الزمالك والأهلي في دوري كرة اليد، وقال "ظاهرة الشغب في مصر ليست يومية متكررة، والحل ليس العقوبات، بل علينا أن نبحث أسباب الشغب أولاً قبل توقيع العقوبات".

فيما حذر رئيس نادي الزمالك المستشار جلال إبراهيم خلال الاجتماع، من أن يأتي وقت لا يستطيع فيه أحد السيطرة على شغب الجماهير.




حالات عنف في ملاعب كرة القدم

 كارثة ملعب هيسيل

المكان: ملعب هيسيل في بلجيكا.

الزمان: 29 مايو 1985.

المناسبة: نهائي دوري أبطال أوروبا.

الفريقان: ليفربول الإنجليزي × يوفنتوس الإيطالي.

الوفيات: مقتل 39 مشجعا (32 إيطاليا, 4 بلجيكيين, فرنسيين وأيرلندي).

التفاصيل: حدثت هذه المأساة قبل ساعة من انطلاقة المباراة، عندما تدافع بعض جماهير ليفربول عبر الفاصل بين جماهير الفريقين مما جعل جماهير يوفنتوس تتراجع وتجتمع في أماكن ضيقة كانت غير قادرة على تحمل هذا العدد، ما أدى لسقوط أجزاء من المدرج مسببة الموت لبعض الجماهير نتيجة للسقوط والاختناق بعد التدافع، وسميت هذه الكارثة بـ "أسوء ساعة بتاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم"، لأن الاتحاد الأوروبي يتحمل أعباء كبيرة من أهمها سوء التنظيم الذي تسبب في أحداث الشغب وقتها.

 مقتل الكولمبي أندريس إسكوبار

كان إسكوبار أحد نجوم الدفاع في منتخب كولومبيا وهو ينتمي لأسرة كروية، وشارك في 50 مباراة دولية ومثل بلاده في مونديال 1990 و1994 وسجل هدفين في مشواره الدولي أحدهما ضد إنجلترا والثاني ضد منتخب بلاده في مباراة أمام أميركا في مونديال 1994 وهي مباراة كانت كل الرهانات تؤكد أن كولومبيا ستفوز بها لكن هدف إسكوبار قلب الأمور وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 وخرجت كولومبيا فغضب الكولومبيون، وفي 2 يوليو 1994، تم إطلاق 12 رصاصة على إسكوبار من مُدرِس في إحدى المدارس المحلية، يُدعى همبيرتو مونوز كاسترو، كان يصرخ مع كل طلقة قائلا: "جووول!".


 كارثة ليما


المكان: ملعب ليما الدولي في البيرو.

الزمان: 24 مايو 1964.

المناسبة: التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو الصيفية لعام 1964.

الفريقان: البيرو × الأرجنتين.

الوفيات: مقتل 318 شخصا أغلبهم من المعسكر الأرجنتيني، إضافة إلى 500 مصاب.

التفاصيل: كانت العدائية بين البلدين في أشد مظاهرها، وعندما سجل المنتخب الأرجنتيني هدف التقدم بدأت الجماهير البيروفية تثور بشكل غوغائي، وفجر حكم المباراة الوضع بعدما ألغى هدفا للمنتخب البيروفي قبل نهاية اللقاء بدقيقتين، مما قاد المشجعين البيروفيين لحالة هستيرية، حيث قاموا بالنزول إلى أرضية الملعب ومحاولة مهاجمة الحكم، فيما قام البقية بتكسير وإتلاف ما يقابلهم، إضافة إلى قيامهم بإضرام الحريق في المدرجات، وهو ما شهد ردة فعل سريعة من رجال الشرطة المذعورين الذين قاموا بإلقاء قنابل مسيلة للدموع وإطلاق عيارات نارية في الهواء، الأمر الذي جعل الناس أكثر ذعرا، وزاد من عدد الضحايا في الملعب.