على صفيح ساخن للغاية تبدو الأوضاع في الاتحاد، فالإطاحة بمساعدي المدرب حسن خليفة وحمزة إدريس لم تكن سوى مقدمة لعواصف تهب رائحتها على النادي العتيد، بعدما كشف الخروج من نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي الستار عن أن وراء أكمة العميد ما وراءها.

دائماً وأبداً، بقي المدربون أكباش الفداء، ولعل الشرط الجزائي لعقد البلجيكي ديمتري ـ الذي تعلم ولا شك من تجاربه السابقة ـ هو الذي يبقيه في سدة الجهاز الفني للفريق، وليس المهلة الأخيرة التي منحت له في مباراة الفريق المقبلة أمام القادسية.

ومرة تلو مرة، أجد نفسي على مشارف أمنيات، أن تناقش أنديتنا وضع فرقها بالعموم، لا أن تكتفي بالإطاحة بالمدرب، وكأن دورها هو فقط تسيّد المشهد عند الإنجاز، والتضحية بالمدرب عند الإخفاق، دون أن توغل في بحث عميق عن مجمل الأسباب التي أدت لهذا الفشل، والتي لا يعقل أن تبقى محصورة بالمدربين على الدوام.

في الاتحاد خلل، والفريق الذي لم يصادف النجاح على مستوى الحصاد من الألقاب والإنجازات في الآونة الأخيرة يحتاج مراجعة شاملة، يجب أن تطال كذلك وضع اللاعبين، بعدما تم التغيير على المستويين الإداري والفني.

صحيح أن اللاعبين في الفرق الجماهيرية يكتسبون غالباً مميزات النجوم، بما تعنيه من حماية يفرضها الجمهور والإعلام والشرفيون أحياناً، لكن هذا لا يعني تحليهم بالكمال الأدائي الذي يضعهم فوق مستوى المساءلة والتقييم، وراجعوا أداء بعض لاعبي الاتحاد أمثال رضا تكر ومحمد سالم والحارس مصطفى ملائكة لتتيقنوا أن الاتحاد بحاجة لدم جديد، ليس فقط على الدكة الجانبية ومقاعد المدربين والإداريين، وإنما أيضاً في الساحة الخضراء، حيث يفترض أن يكون العطاء في أفضل حالاته لفريق يتطلع دوماً لتحقيق البطولات أو المنافسة عليها بكثير من الجدية.