سجل فريق الاتحاد حالة استثنائية من بين الفرق العربية المشاركة في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، بتحقيقه كامل نقاط مباراته التي جمعته بفريق بيروزي الإيراني، فيما فشلت جميع الفرق العربية الأخرى في تحقيق كامل النقاط، واكتفى معظمها بالتعادل، بجانب تعرض بعضها للخسارة، في مقدمتها الهلال الذي خسر على أرضه وبين جماهيره، حيث أسفرت مباريات الفرق العربية الأخرى في الجولة الأولى، عن خمسة تعادلات وثلاث هزائم.

بزوغ العميد واختفاء الهلال

جاءت بداية الاتحاد واعدة ضمن منافسات المجموعة الثالثة واستفاد من عاملي الأرض والجمهور في إلحاق الخسارة بضيفه بيروزي الإيراني 3-1 في المباراة التي جمعت الفريقين بإستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة، حاصدا بالتالي أول ثلاث نقاط ستجعل لاعبيه يخوضون المباراة الثانية في ضيافة بونيودكور الأوزبكي بمعنويات مرتفعة، وعوضت هذه الفرحة، خيبة الهلال في الرياض بعد سقوطه في أرضه أمام جماهيره على يد ضيفه فولاذ أصفهان الإيراني 1-2، علماً أن الهلال كان في مقدمة الفرق المرشحة لبداية قوية في البطولة من واقع مستوياته المحلية ببطولة الدوري ومسابقة كأس ولي العهد، إلا أنه قلب التوقعات وسجل سقطة مفاجئة في المحطة الأولى، مما يعني أنه سيشد الرحال إلى قطر لمواجهة الغرافة في الجولة الثانية بمعنويات أقل من المتوقع.

ويمكن القول إن النصر العائد إلى هذه البطولة للمرة الأولى منذ عام 1999 حين مثل القارة في بطولة العالم للأندية في البرازيل، حقق المهم بانتزاعه تعادلاً ثميناً من مضيفه باختاكور الأوزبكي بهدفين لكل منهما ضمن المجموعة الثانية، وعودته إلى الرياض بنقطة غالية كان من الممكن أن تكون ثلاث نقاط، لكنه سيخوض اختبارا صعباً عندما يستضيف الاستقلال الإيراني بعد أسبوعين.

ومن قطر، عاد الشباب بنقطة أيضا عقب تعادله مع الريان القطري بهدف لكل منهما في مباراة أضاع فيها الليث السعودي فرصة سهلة كانت كفيلة بمنحه فوزاً مريحا، ويتعين على الشباب إيجاد حل سريع لمسألة إهدار الفرص أمام المرمى قبل استضافته ذوب آهان الإيراني في الجولة الثانية.

نتائج إماراتية ضعيفة

نتائج الفرق الإماراتية في الجولة الأولى كانت غير مشجعة على الإطلاق وأسوؤها للعين البطل الأول لهذه المسابقة في نظامها الحالي، إثر سقوطه على أرضه وبين جمهوره بهدف أمام كلوب سيول الكوري الجنوبي ضمن المجموعة السابعة.

العين هو أول فريق من منطقة غرب آسيا يخوض الدور الأول في مجموعة من شرق القارة منذ انطلاق المسابقة، إذ تأهل على حساب سريويغايا الإندونيسي بفوزه عليه 4-صفر في الدور التمهيدي الثاني.

وتضم المجموعة أيضا هانجزهو جرينتاون الصيني الذي فاز على ناجويا جرامبوس الياباني 2-صفر.

وسقط الوحدة على أرضه في فخ التعادل أمام بونيودكور الأوزبكي بهدف لكل منهما، وسيخوض اختبارا صعباً جداً في الجولة الثانية في طهران ضد بيروزي بعد أسبوعين.

ويعاني الوحدة كثيرا محليا هذا الموسم، كما أنه فشل في رد اعتباره أمام بونيودكور الذي تغلب عليه مرتين في النسخة الماضية 2-1 في أبوظبي و4-1 في طشقند.

الجزيرة القريب من لقبه الأول في تاريخه في الدوري الإماراتي، تعثر أيضا بتعادل سلبي مع ضيفه الغرافة القطري في المجموعة الأولى، ويتعين عليه استعادة توازنه بسرعة، لأن مباراته المقبلة ستكون صعبة جدا في ضيافة فولاذ أصفهان الإيراني الذي أسقط الهلال في عقر داره.

فريق الإمارات الذي يشارك في بطولة خارجية للمرة الأولى في تاريخه كونه بطل الكأس المحلية في الموسم الماضي (هبط في نهايته إلى الدرجة الثانية)، تحلى بالشجاعة في بداية مباراته مع ذوب آهان الإيراني ضمن المجموعة الرابعة فتقدم عبر المغربي نبيل الداوودي في الشوط الأول، لكن الواقعية فرضت نفسها في الثاني بهدفين لأصحاب الأرض.

تعادلات قطرية

اقتنعت الفرق القطرية الثلاثة المشاركة في البطولة وهي الريان والغرافة والسد، بالتعادل في الجولة الأولى.

الريان لعب على أرضه وتعادل مع الشباب السعودي بهدف لكل منهما في المجموعة الرابعة، علما بأن الأخير أهدر عدداً من الفرص في الشوط الثاني، وسيحل ضيفا في الجولة الثانية على الإمارات الذي يشكل الحلقة الأضعف في هذه المجموعة.

أما السد فعاد من إيران بتعادل مع الاستقلال بهدف لكل منهما أيضا ضمن المجموعة الثانية القوية التي تضم أيضا النصر السعودي وباختاكور الأوزبكي الذي يحل عليه ضيفا في الجولة الثانية.

الغرافة تعادل مع الجزيرة الإماراتي سلبا في أبوظبي ضمن المجموعة الأولى، وعليه الاستعداد جيدا لمباراته المنتظرة مع الهلال بعد أسبوعين.

حنين إلى اللقب

تحنّ الفرق العربية إلى اللقب في هذه المسابقة بعد أن نسجت معها علاقة خاصة في النسخات الثلاث الأولى بنظامها الجديد، لكن مؤشرات الجولة الأولى تجعل سقف الطموحات متواضعاً، إلا إذا تداركت الفرق التي تصنف في خانة "المرشحين الدائمين" للقب وضعها بسرعة في الجولات المقبلة.

العين الإماراتي كان أول من دون اسمه في سجلات هذه البطولة عام 2003، خلفه الاتحاد السعودي عامي 2004 و2005، قبل أن تسحب فرق شرق آسيا البساط من تحت الفرق العربية وتحتكر الألقاب الخمسة الأخيرة عبر تشونبوك الكوري الجنوبي (2006) واوراوا رد دايموندز الياباني (2007) وجامبا أوساكا الياباني (2008) وبوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي (2009) وأخيرا سيونجنام ايلهوا الكوري الجنوبي (2010).

وكان الاتحاد السعودي قريباً من اللقب الثالث له والرابع للعرب حين بلغ نهائي نسخة 2009 لكنه خسر أمام بوهانج ستيلرز الذي مثل القارة الآسيوية في العام قبل الماضي ببطولة العالم للأندية في أبوظبي ووصل فيها إلى الدور نصف النهائي.